أعلن وزير الصحة والسكان السعيد بركات، أمس، عن افتتاح مركز جديد لعلاج مرضى السرطان بورفلة بعد أسابيع في انتظار فتح 7 مراكز علاج أخرى موزعة عبر التراب الوطني، من أصل 14 مركزا تقرر إنشاؤها عبر التراب الوطني وكذا مركز للبحوث في إمراض السرطان لمواجهة تطور وانتشار المرض الذي يصيب حوالي 35 ألف شخص سنويا. وقال الوزير، في تصريح على هامش ندوة برلمانية بمقر المجلس الشعبي الوطني خصصت لتقديم محاور الندوة الوطنية المقررة حول المرض، إن الإستراتيجة الوطنية الجديدة لمكافحة السرطان تقوم على تعزيز وسائل التشخيص والعلاج بدل هياكل الإقامة. وأعرب الوزير عن أمله في أن يؤدي فتح هذه المراكز إلى القضاء على ظاهرة الاكتظاظ أمام المركز الخالية وخصوصا في العاصمة بحيث يضطر المرضى للمبيت في حديقة المستشفى في انتظار دورة للعلاج. وقال الوزير إن نسبة تقدم الأشغال في المراكز السبعة الأخرى بلغت مرحلة متقدمة تتراوح بين 80 و88 بالمائة. وفي رد على سؤال بخصوص وفرة الأدوية المخصصة لمرضى السرطان، أشار الوزير إلى عدم وجود ندرة، موضحا أن اقتصار بيع بعض المستحضرات العلاجية وخصوصا مسكنات الألم في بلادنا على صيدليتين فقط، يعود أساسا إلى رفض كثير من الصيدليات بيع المورفين الموجه لتخفيف الآلام خشية التعرض للسرقة وللاعتداء من قبل المدمنين، لكنه استدرك بالقول إن غلاء بعض الأدوية الذي تكلف 50 ألف دولار للمريض الواحد تلزم احتكار توريدها من قبل الصيدلية المركزية والمستشفيات. وأشار الوزير إلى أن انتشار مرض السرطان في بلادنا يعود أساسا إلى ارتفاع معدل الحياة في بلادنا الذي انتقل من 42 سنة عند الاستقلال إلى 75 سنة في الأعوام الأخيرة. الندوة البرلمانية التي ضمت مداخلات لأطباء متخصصين ونقاشا ثريا، تم فيها الكشف عن تطور انتشار المرض الأمر الذي أرجعه الخبراء أساسا إلى تقدم عمليات التشخيص المبكر في بلادنا وكذا تحسن معدل الأمل في الحياة الذي بلغ 75 سنة في الأعوام الأخيرة، إضافة إلى تغير النظام الغذائي والبيئي في بلادنا. كما أشارت باحثة متخصصة في المرض في عرض مدعم بالأرقام والجداول إلى انتشار واسع لمرض سرطان الثدي لدى النساء حيث تقدر نسبة الإصابة فيه ب2,52 بالمائة، فيما يسجل ارتفاع عدد المصابين بسرطان الرئة لدى الرجال (2,16 بالمائة من إجمالي المصابين بالمرض). ويأتي سرطان القولون والمستقيم في المرتبة الثانية يليه سرطان الرحم والبروستات للرجال. وأشارت الباحثة إلى أن تطور المرض في الجزائر الذي يصيب عادة الفئة العمرية فوق الأربعين عاما، يكاد يساوي دول أوروبا الجنوبية قبل 15 سنة. وأشارت وفق المعطيات الرقمية إلى أن المصاب بالمرض يقضي ما معدله 143 يوما في انتظار مباشرة العلاج. ودعت الخبيرة إلى أقلمة النظام الوطني للعلاج مع تغير تطور المرض وتحسين نوعية التحقيقات تعزيزها وتطوير الهياكل الاستتشفائية المتخصصة. وفي تدخله أشار عميد كلية الطب بجامعة الجزائر، الدكتورعراضة، إلى وجود مشكل تكوين أطباء متخصصين في علاج أمراض السرطان في بلادنا حيث لا يوجد حاليا إلا 87 طبيبا مقيما تم تكوينهم في هذا التخصص يؤطرهم 21 أستاذا، مشيرا إلى أن العدد غير كاف في مواجهة المرض الذي يصيب 35 ألف جزائري سنويا.