تواصلت احتجاجات سكان الناصرية صباح أمس تضامنا مع الضحية''اسماعيل الجزائر، حيث أغلقت جميع المتاجر والأسواق وحتى المؤسسات الخاصة والعمومية مثل دار البلدية والدائرة· كما علقت لافتات في مختلف الشوارع بوسط المدينة مطالبة بفتح تحقيق في قضية مقتل الشاب اسماعيل من طرف قوات الجيش الوطني الشعبي، الذي وردت في مقتله روايات مختلفة، تشير إلى أن الضحية''ج اسماعيل البالغ من العمر 20 سنة طالب جامعي في السنة الأولى بجامعة مولود معمري بتيزي وزو وينحدر من منطقة بوعاصم بالناصرية، كان يرافق إبن عمه ''ج مجيد'' على متن شاحنته المحملة بالخبز ليمول كالعادة الثكنة العسكرية بمنطقة سيدي علي بوناب وعند وصولهم إلى الحاجز الأمني تم توقيفه من طرف قوات الجيش الوطني الشعبي للتفتيش وهذا ما أدى بابن عم الضحية الذي كان يقود الشاحنة للشك في هوية عناصر الجيش ليتبادر إلى ذهنه أنهم من الجماعات الإرهابية متنكرة في زي قوات الجيش، باعتبار أن هذا الأخير معروف لديهم لخدمته الطويلة في تمويل الثكنة يوميا بالخبز، ولهذا حاول الهرب بسرعة فائقة، مما دفع عناصر الأمن لإطلاق النار صوب الشاحنة ليصاب الضحية ''ج اسماعيل'' على مستوى رأسه ويلفظ أنفاسه الأخيرة بعد أن نقل بسرعة فائقة إلى مستشفى برج منايل· هذا وقد قام سكان بلدية الناصرية بالدخول في حداد تضامنا مع عائلة الضحية والمطالبة بتحقيق جدي في قضية مقتل اسماعيل، حيث اكتست في مختلف شوارعها الرداء الأسود الذي أراد من خلاله السكان التعبير عن تنديدهم بالواقعة التي هزت كيانهم· وعلى الرغم من تداول الروايات المختلفة التي تشير إلى أن الضحية كان بالفعل يرافق ابن عمه الذي لم يرضخ لأمر عون من قوات الجيش بالتوقف للتفتيش، باعتبار أن هذا الأخير معروف لديهم، إلا أن الرواية التي كانت متداولة والمنطقية لدى السكان أن ابن عم الضحية توقف بالفعل وإن تضاربت الروايات بين هذا وذاك إلا أن السكان اتحدوا على كلمة واحدة وهي المطالبة بفتح تحقيق في القضية· وفي السياق نفسه تزامنت هذه الحادثة المؤلمة مع حملة الاحتجاجات التي عرفتها المنطقة منذ أيام قليلة فقط ولعل مثل هذه الأحداث تعيد للذاكرة أحداث العروش في سنة 2001 وذلك من خلال اللافتات التي علقت في جميع شوارع الناصرية، هذه الأخيرة التي تعتبر آخر نقطة من حدود ولاية بومرداس من الجهة الشرقية والمحاذية لولاية تيزي وزو·من جهة أخرى، تم تشييع جنازة الضحية اسماعيل في مسقط رأسه بمنطقة بوعاصم بالناصرية والتي عرفت توافد حشد كبير من المواطنين مساء أول أمس من مختلف المناطق حتى من منطقة تيزي وزو، الذين عبروا عن أسفهم على الحادثة التي راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر مع أدعية اتحدت على أن يلهم الله عائلة الضحية الصبر على هذه الفاجعة التي ألمت بهم·