العلم يتطور ونحن نتكور معه، ولأنها سنة الملغوب المولع بتقليد الغالب، فإنه لا بأس ولافأس إن أفتى زرهوني الداخلية بأن نزع الخمار ضرورة عالمية فرضتها علينا تكنولوجيا البطاقات ''البيومترية'' التي لا يظهر مفعولها إلا إذا أضفنا إلى عرينا الظاهر عري الأذنين بالإضافة إلى ما هو عارٍ من الساقين في شتى بطاقات حياتنا المستعاشة.. لا خيار أمامنا إلا نزع خمار بناتنا و''بعلاتنا''، لأن المساواة جعلتهنّ هنّ ''البعول'' ونحن ''المبلوعين''، كما أنه لا اختيار إلا الأخذ من شعر اللحى خدمة لدخولنا عالم ''البيومتر''. ولأن أخاك مجبر لا بطل فإن صورة بلا خمار لن تدخلنا جهنم، فنحن في وضع إلا من ''تعرى'' وقلبه مطمئن، وزرهوني ليس ضد الخمار ولا ضد النقاب ولكنها التكنولوجيا التي توصلت إلى أن الإنسان يمكن معرفته من أذنيه لا من عينيه أو ''خشمه''، فالناصية في الأذنين أيها السادة ومن لا أذنان له فليبحث له عن موقع بين الكائنات الموازية من غير بني البشر.. إلى وقت قريب كانت هوية الإنسان بصمات الأصابع، وبعبارة أخرى حاسة لمس ومنه تذوق، أما الآن ومع التطور العلمي فإن الإنسان، وبالذات العربي والجزائري على الخصوص، فإن هويته أصبحت في أذنيه.. يسمع بأذنيه أن الخزينة متخمة بملايير الدولارات، ويسكن بأذنيه في مشروع مليون سكن تم إنجازه في القمر، ويأكل بأذنيه أشهى البضائع المتوفرة بأبخس الأسعار، والنتيجة أن الزمن زمن كلام تأكله الأذنان، لذلك فلا غرابة أن اكتشف العالم أن هويتنا لم تعد بصمة كانت في زمن سابق تتذوق الفتات لنكتفي في العصر الحالي بدور الآكل من صحن الأذنين وما تبتلعان من أطنان الوعود الواهمة والعائمة، فانزعوا الخمار فلا مستور لدينا..!!