غادر وفد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مطار القاهرة صباح أمس متجهاً إلى العاصمة السورية دمشق، وذلك بعد أن أجرى مباحثات مع المسؤولين المصريين بشأن مساعي التهدئة أطلعوهم خلالها على التوضيحات الصهيونية إزاء بعض مقترحات الحركة. وترأس الوفد الفلسطيني القيادي في الحركة محمود الزهار في أول ظهور علني له منذ انتهاء الحرب الصهيونية على غزة مبدداً بذلك تقارير سابقة تحدثت عن احتمال إصابته في الهجوم الصهيوني وضمّ الوفد إلى جانب الزهار عضو المجلس التشريعي الفلسطيني القيادي في الحركة صلاح البردويل، والقيادي نزار عوض الله، والمتحدث باسم الحكومة المقالة طاهر النونو. وسيجري الوفد أثناء زيارته لدمشق مباحثات مع مسؤولي الحركة قبل عودته مرة أخرى إلى القاهرة في الساعات القادمة برفقة وفد من الحركة في العاصمة السورية لإعلان رأي الحركة النهائي إزاء اتفاق التهدئة مع الكيان الصهيوني. وقالت مصادر إن وفد حماس الذي سيعود إلى القاهرة سيضم عضوي المكتب السياسي عماد العلمي ومحمد نصر. وقال الزهار وفقاً ''للجزيرة.نت'' إن حماس ستعطي التهدئة الفرصة لترميم ما دمّرته الحرب طالما أن الكيان الصهيوني سيوقف عدوانه على الشعب الفلسطيني، متمنياً على مصر ألا تتعامل مع الحركة على أنها جزء من محور معيّن أو طبقاً لخبرتها الداخلية مع حركة الإخوان المسلمين. وقال الزهار إن المشاورات التي أجراها وفد الحركة سابقاً مهّدت الطريق أمام وصول الوفد برئاسته إلى القاهرة حيث سيعمل الوفد على تسلم التوضيحات التي طلبتها الحركة بشأن فتح المعابرورفع الحصار. وأكد أنّ الحركة راغبة في التهدئة في القطاع ولكنها يجب أن تتم بشروط غير مجحفة بحقوق الشعب الفلسطيني. وأكد أيضاً أن الحركة تؤيّد بقاء منظمة التحرير الفلسطينية بهيكلها كمرجعية ولكن ليس ببرنامجها الّذي قال إن كثيراً من البنود شُطبت منه. وقالت مصادر إعلامية في القاهرة إن وفد حماس تلقى إجابات الاحتلال الصهيوني على استفساراتها بشأن التهدئة خلال لقائهم سليمان، وسيعود مساء اليوم برد نهائي على التهدئة، متوقعة أن يعلن عن اتفاق نهائي بشأن التهدئة مساء الاثنين أو الثلاثاء. وقد وصل الرئيس المصري حسنى مبارك إلى العاصمة الفرنسية باريس صباح أمس في زيارة تستغرق عدة أيام يجرى خلالها مباحثات مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزى بشأن الأوضاع في الشرق الأوسط على خلفية العدوان الصهيوني على قطاع غزة. كما تتناول المحادثات الاستعدادات الخاصة بعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة والمقرر أن تستضيفه مصر في الثاني من مارس المقبل. من جهتها بحثت الحكومة الصهيونية خلال اجتماعها الأسبوعي أمس برئاسة إيهود أولمرت ما وصلت إليه الجهود المصرية للتوصل لاتفاق تهدئة مع حركة حماس في قطاع غزة. وكان أولمرت قد التقى أول أمس مع وزيرة الخارجية الصهيونية تسيبي ليفني ووزير الدفاع إيهود باراك الذي أطلع أولمرت وليفني على نتائج مباحثات رئيس الهيئة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع عاموس جلعاد في مصر