استطاع أن يفتك تأشيرة المجلس الدستوري للمرور للدور الأخير من رئاسيات أفريل المقبل بعد أسابيع قليلة من إعلانه تأسيس حزب جديد... محمد السعيد اومحند اوسعيد، الاسم الحقيقي لأحد المترشحين الستة للاستحقاق الرئاسي، القادم من جبال جرجرة الشامخة بالقبائل الكبرى مسقط رأسه إلى العاصمة الجزائرية، تخرج سنة 71 من كلية الحقوق ليبدأ مساره المهني كصحفي بجريدة النصر وبعدها بالتليفزيون. مارس أول نشاط نقابي له عندما ترأس حركة الطلبة الملتزمين بجامعة الجزائر سنتي 68 و .69 كما تقلد على التوالي مناصب مدير المركز الجزائري للإعلام والثقافة في بيروت ومدير عام جريدة الشعب ومدير عام وكالة الأنباء الجزائرية سنوات 74/ 76 الى غاية 1982 حيث عمل مستشارا بسفارة الجزائر بالسعودية. محمد السعيد وبحكم شغله مناصب لها علاقة بالإعلام والعلاقات مع المحيط الخارجي، فإن ذلك مهد له الطريق بأن يقتحم العمل الدبلوماسي ومن بابه الواسع، إذ عين سفيرا لأول مرة لدى دولة البحرين من سنة 86 إلى غاية 89 ليتقلد بعدها حقيبة وزارية بصفة مفوض بوزارة الخارجية. المترشح للرئاسيات القادمة يقول إنه انسحب من العمل الرسمي في الدولة الجزائرية بداية التسعينات لينصرف للعمل السياسي حتى سنة 99 ليعاود الظهور عشية ثاني رئاسيات تعددية في الجزائر كمسؤول الإعلام في مديرية الحملة الانتخابية لأحمد طالب الابراهيمي ليلازم هذا الأخير في نضاله السياسي، إذ أصبح محمد السعيد أحد المقربين للدكتور طالب الإبراهيمي وأحد الوجوه القيادية في حركة الوفاء والعدل غير المعتمدة ليشغل اول منصب سياسي كأمين عام في نفس الحزب. بقي محمد السعيد وفيا لرفيق دربه الإبراهيمي الذي استطاع ان يستميل شريحة مهمة من أنصار ما يسمى بقاعدة الفيس المحل ليضل محمد السعيد ملتزما الصمت السياسي إلى غاية 10 جانفي 2009 حيث فاجأ الطبقة السياسية بإعلانه تشكيل حزب جديد أطلق عليه اسم الحرية والعدالة، بعد ان تلقى الضوء الاخضر من رئيسه السابق طالب الابراهيمي الذي قال عنه محمد السعيد خلال استضافته في منتدى البلادمؤخرا، إن هذا الأخير قرر اعتزال العمل السياسي.. فهل يتمكن المترشح القبائلي الأصل، العربي اللسان أن يصنع المفاجأة في 9 أفريل القادم؟!