في لقاء معه قبل أيام، أبرز فوزي رباعين السجين السياسي السابق والمعارض المتمرد في الثمانينات ومرشح الانتخابات الرئاسية 2004 و,2009 أسفه للمصير الذي آلت اليه الخريطة السياسية في الجزائر، فالذين ناضلوا وسجنوا وقاوموا الحزب الواحد لم يحصلوا على شيء في عهد التعددية -يقول رباعين متألما - بينما استفاد الوصولويون منها، لكن رئيس حزب عهد 54 مصمم على مواصلة النضال وتحقيق مبادئ أول نوفمبر وميثاق الصومام وتجسيد أفكاره التي قادته مرتين إلى السجن في 1983 و.1987 يقول رباعين عن نفسه إنه تربي في جو النضال والسياسة التي تجري في عروقه مجرى الدم. فوزي رباعين ابن عائلة مجاهدة، فأبوه شهيد (لم يظهر له أثر بعد اختطافه في سنة 1956) وأمه فاطمة اوزفان مناضلة في الحركة الوطنية. وليس من قبيل الصدفة أن يلج سليل المجاهدة الذي أرضع النضال في مهده عالم السياسة وترك مقاعد الجامعة بعد سنتين فقط من الدراسة في الهندسة الميكانيكية، لكنه يعترف أنه لم يحلم يوما -مثلما يقول- أن يكون رئيسا للجزائريين. رغم مروره عبر مدرسة أشبال الثورة لمدة خمس سنوات التي تقوم مهمتها على تكوين أعوان الدولة ومؤسساتها الأمنية، ناضل رباعين في صفوف المعارضة وساهم في تأسيس أول جمعية جزائرية لحقوق الإنسان، حيث سجن لأشهر وتعرض للتعذيب -حسب ما ذكره- كما ساهم في إنشاء منظمة أبناء الشهداء لولاية الجزائر التي حملت اسم عهد 54 والتي تحولت لاحقا إلى حزب سياسي يقوده شخصيا منذ ,1990 وواجه خلال مسيرته السياسة وخصوصا بعد ظهور بدعة الحركات التصحيحية محاولات إطاحة وانقلاب، لكنها فشلت في تحقيق مرادها. وحقق رباعين من خلال اجتياز عقبة التوقيعات ما كان يصبو إليه، أي تحسين ترتيبه في هذا السباق المحسوم مسبقا بعد أن جاء في المرتبة الاخيرة في .2004 خوض مغامرة الرئاسيات للمرة الثانية بالنسبة للسجين السياسي السابق، يهدف أيضا إلى تسجيل حضور الحزب في الساحة واستغلال الحركية السياسة التي تعيشها بلادنا بهذه المناسبة للتسويق لبرامج عهد ,54 في ظل تعتيم سياسي وإعلامي وانتشار فوضى الأحزاب في بلادنا في غياب آليات حقيقية لتطهير الحياة السياسية من المهرجين الذين يصمون آذان الجزائريين ببيانات التأييد والمساندة. رباعين المولود في سنة 1955 بالعاصمة من عائلة تعود أصولها إلى منطقة القبائل من ناحية الأم والأب، يشتغل في مجال البصريات الطبية أي توفير نظارات. له ولدان أحدهما في الجامعة والآخر في الثانوي. مازال مولعا بالموسيقى الهادئة، ودرس الموسيقى مفضلا العزف على آلة الكمان. وبعد مفاجأة 2004 حينما أطل رباعين من سماء النكرة، ماذا يحمل في جعبته هذه المرة من مفاجآت؟