حكومتنا ''المُرة'' تقرر أن تُحلي أيامها على حساب سُكر وزيت ملك السوق أسعد ربراب، فتلجأ بعدما تعرضت حافلتها الاجتماعية للرشق بالحجارة، إلى استيراد السكر من أرض السودان، فمن مباراة استيراد اللحم من قصابة عمر البشير السوداني، إلى ''ماتش'' قصب السكر بأم درمان، فإن حياتنا ستبصح ''سُكر على سُكر''، فاللحم متوفر والسُكر لا ربراب له بعد اليوم، فأم درمان يراد لها ''رسميا'' أن تكون رمزا لقهر الفراعنة وكذا المتربربين.. جميل جدا أن نرد كرم السودان الكروي معنا بكرم مضاعف، فإكرام الكريم امتلاك له، وأم درمان أكرمتنا فكان حقها علينا أن نرد لها الجمل جملين، واسترادنا للحم وللسكر وكذا للفول السوداني، يد ناصعة البياض من حكومة تعرف كيف تكرم من أكرمها، وبالطبع فإن المبرر المتوفر رسميا أن فتح سوق في السودان هدفه مساعدة أشقائنا في أم درمان على فك الحصار عنهم، فنحن دولة غنية نفطيا وماليا ويدنا مبسوطة كل البسط لمن تفهم كرمنا وقدرتنا العظيمة على السخاء ورد الجميل..النكتة الرسمية في مباريات أم درمان الاقتصادية التي تلعبها الحكومة في ''ستاد'' أم درمان، أنهم أفهمونا أن استيرادنا السكر والحم والحبوب السودانية بما فيها ''الفول'' طبعا، هدفه مساعدة الأشقاء هناك، والحقيقة ''المُرة'' التي لن تحليها كل حقول السكر السوداني، أن من يحتاج المساعدة ليس البائع ولكن ''الشاري''، فأم درمان التي تنتج اللحم والشحم والسكر والحبوب الجافة والمبتلة، أرض خصبة وصلت للاكتفاء الذاتي. أما نحن ومن خلال حكومة الاستيراد المغلف بحجة رد الجميل، فإن أحسن حل لنا أن نستورد حكومة تنتج السكر حتى تقضي على ''مرارة'' أننا لا نزال نفاخر على الآخرين بأننا ملوك الاستيراد بلا منازع..