أحدث قرار رفض المهاجم الحالي لاتحاد جدة السعودي، عبد المالك زياية، دعوة الناخب الوطني للمشاركة في تربص كرانس مونتانا التحضيري للمونديال الكثير من الحبر، حيث أصبح حديث العام والخاص في الوسط الكروي، لاسيما أن ردة فعل اللاعب لم تكن ''معقولة'' وتوحي بوجود خلفيات جعلت ابن مدينة فالمة يتبنى هذا القرار لتفادي أشياء وردود فعل أخرى كالتي عاشها في نهائيات أمم إفريقيا الأخيرة بأنغولا. حيث لم يقم سعدان بمنحه فرصة حقيقية تمكنه من فرض وجوده وإثبات أحقية وجوده بين ''الخضر''. وتوحي تصريحات اللاعب السابق لوفاق سطيف، أول أمس لقناة الجزيرة القطرية، بوجود شيء تستر اللاعب عليه ورفض الإدلاء به، خاصة عندما وجه له صحفي القناة القطرية سؤالا حول قراره الأخير بشأن رفضه دعوة سعدان، حيث كانت ''ملامح'' اللاعب توحي بشدة تأثره، بل كان على وشك ذرف الدموع، وهو ما يوحي فعلا بوجود ''عقبة'' أو بالأحرى ''حاجز صد'' منع اللاعب من تلبية نداء ''القلب''! ولم تكن تصريحات الشيخ سعدان ''مقنعة'' بشأن قرار زياية، وكان الأولى أن يكشف المستور ويبين الأسباب التي أجبرت اللاعب على طي صفحة ''الخضر'' بالرغم من تألقه مع ناديه بشكل لافت للانتباه! وستكون الأيام القليلة المقبلة كفيلة بكشف هذا اللغز المحير، مثلما سبق لها (الأيام) أن كشفت سبب طرد لموشية من تشكيلة ''الخضر'' في دورة أنغولا الأخيرة، رغم إصرار سعدان وروراوة وقتها على الحديث عن مرض شقيقة اللاعب!! بين زياية ولحسن.. مكيالان بيد الشيخ سعدان! سؤال آخر يطرح نفسه في قضية زياية التي ستظل تطرح نفسها، والمتمثل في سبب قبول سعدان مبرر اللاعب دون الإلحاح عليه أو على الأقل السعي وراء معرفة الأسباب التي جعلته يتخذ هذا القرار، والاكتفاء بالحديث عن المستوى ''المحدود'' للاعب من الناحية الذهنية، وهو سب وشتم واضح من الشيخ نحو لاعبه السابق! وبالعودة إلى الوراء، فإننا سنجد حالة ''مشابهة'' للاعب رفض الالتحاق بالخضر أكثر من مرة، بل إنه تجرأ على القول إنه ليس جزائريا، ومع هذا كان صبر الشيخ سعدان ومسؤولي ''الفاف'' طويلا على مهدي لحسن، متوسط راسينغ سانتندار الإسباني، الذي أقامت الاتحادية الدنيا وأقعدتها من أجل إقناع اللاعب بتقمص ألوان الخضر، حيث لم يقطع سعدان الأمل في تلبية لحسن لدعوته! اكتفاء سعدان بالتزام الصمت وقبول قرار زياية يدل على أن القرار خدم مصلحته بل وفر عليه مشاوير عدة. كما يعكس أيضا ميل شيخ المدربين لورقة اللاعبين الفرانكو جزائريين على حساب اللاعبين المحليين، ولو أنه محق في جانب كبير، ماعدا في هذه الحالة! تنازله عن لموشية قطع دابر الشك باليقين الحساسية التي يملكها الناخب الوطني رابح سعدان تجاه اللاعبين المحليين تعكسها ردة فعله مع متوسط ميدان وفاق سطيف خالد لموشية الذي قدم تضحيات بالجملة خلال التصفيات المزدوجة والتي تأهل من خلالها ''الخضر'' لنهائيات أمم إفريقيا بأنغولا ومونديال جنوب إفريقيا، حيث تمسك سعدان بموقفه ورفض الصفح عن اللاعب الذي سال دمه في مطار القاهرة، في حين تمسك الناخب الوطني بانتهاج سياسة مغايرة مع اللاعبين المحترفين الذين أصبحوا يستغلون الموقف ليملوا شروطهم! العمري شاذلي ضحية أخرى! عشاق ''الخضر''، وكم هم كثيرون في الوقت الحالي، استغربوا بعض خيارات الشيخ التكتيكية في انتقاء اللاعبين، ففي وقت يشتكي الخط الأمامي من العقم وغياب الفعالية لم يبال الناخب الوطني بإبعاد مهاجم ماينز الألماني، العمري شاذلي، الذي أصبح أحد ركائز هذا الفريق خاصة أنه يملك حاسية التهديف وسبق له تسجيل عدة أهداف لا سيما أمام أعرق الفرق في ''البوندسليغا'' على غرار بايرن ميونيخ الألماني الذي يشكل قاعدة إمداد المنتخب الألماني.