انتقد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي بشدة تمسك العرب بما يسمى المبادرة العربية للسلام، ''رغم كل الانتهاكات التي يقوم بها الصهاينة ضد الفلسطينيين وضد المسجد الأقصى''. واستنكر الشيخ القرضاوي، في مهرجان لنصرة الأقصى بموريتانيا استئناف المفاوضات التي وصفها ب''العبثية مع الصهاينة''، حيث إن حصيلة ما يقارب العشرين سنة من هذه المفاوضات لم تعد الأرض، ولم تحم العرض، ولم تنقذ المقدسات. بل شكلت فرصة للصهاينة لقضم المزيد من الأراضي، وتقتيل الكثير من أبناء فلسطين، على حد قوله. ودعا الأمة من أقصاها إلى أدناها إلى وقفة رجل واحد دفاعا عن الأقصى والمقدسات التي تتعرض لتهديد صهيوني غير مسبوق، في ظل صمت عربي مطبق وتواطؤ دولي مخز مع أشد الناس عداوة للذين آمنوا. وشكر القرضاوي الحكومة التركية ورئيسها اردوغان على مواقفها الداعمة لقضية فلسطين، وهي المواقف التي رأى أنها تمثل استمرارا وتواصلا مع نهج السلطان عبد الحميد العثماني، كما أشاد أيضا بدور أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في نصرة القضية الفلسطينية، وفي دعم المقاومة في فلسطين. وقال إنه أيضا يشكر الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز مرتين ''مرة حين قطع العلاقة الآثمة مع الكيان الصهيوني، وطهر موريتانيا من عارها''، ومرة أخرى حين أتاح له شخصيا -بقطعه لهذه العلاقة- زيارة موريتانيا بلد العلم والعلماء، حيث لم يكن أبدا يقبل أن يزورها والعلم الصهيوني يرفرف في سمائها. وأكد القرضاوي أن الأمة لن تنتصر في معركة الأقصى وفلسطين ما لم تنجب أجيالا تحسن الموت في سبيل الله، وقال إنه شخصيا يتمنى ويدعو الله في قنوته وصلاته أن ييسر له قتال الصهاينة فيقتل منهم، وترتد عليه رصاصة تفصل رأسه عن بدنه. وشدد على أن الميتة الحسنة التي يتمناها المسلمون ليست أن يموت الرجل على فراشه، وإنما أن يقتل شهيدا مقاتلا في سبيل الله.