اعتبرت دراسة صادرة عن معهد ''إلكانو'' الملكي في إسبانيا، أن ما يسمى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي كان آخر المنظمات المنضوية تحت لواء ''القاعدة'' من حيث إدراج سياسة للدعاية ضمن إستراتيجيته. وأشارت الدراسة المعدة من قبل الباحث مانويل توريس سوريانو إن القاعدة حاليا باتت تولي أهمية متزايدة للدعاية الإعلامية وذلك تصحيحا للخطأ الذي استمر سنواتها الأولى وساهم في عزلها اجتماعيا وخفوت نجمها لفترة طويلة. وقسمت الدراسة التي نشرت في 20 من ماي الجاري مراحل النشاط الإعلامي للقاعدة بالمغرب الإسلامي إلى ثلاث مراحل، ورأت الدراسة أن مرحلة زعامة حسن حطاب (2003 1998-) شهدت نشاطا إعلاميا ضعيفا للغاية لا يتناسب مع النشاط العملياتي على الأرض، كما لم تشهد المرحلة الثانية (2006 2003-)، التي تزامن أولها مع زعامة نبيل صحراوي تغيرا يذكر في النشاط الإعلامي، ولا حتى العسكري للمجموعة، إذ امتازت هذه الفترة بتركيز قادة التنظيم على حل المشاكل الداخلية وترسيخ سلطة القيادة، غير أن استلام القيادي السابق في ''الجماعة الإسلامية المسلحة'' أبي مصعب عبد الودود المعروف ب''درودكال'' لقيادة التنظيم في جوان، تذكر الدراسة، دشن توجها جديدا في النظرة نحو أهمية الدعاية، حيث أطلقت لأول مرة، في أكتوبر ,2004 موقعها على الإنترنت رغم أنه تميز بالرداءة من ناحية التصميم الفني والمحتوى الإعلامي معا، حسب الدراسة. ويستنتج الباحث مما سبق أن ''الفريق الدعائي'' الذي اعتمد عليه التنظيم كان صغيرا ومحدودا، حيث يؤدي اختفاؤه إلى قطع النشاط الدعائي. أما المرحلة الثالثة (2009 2007-) فقد امتازت بتدشين ''ثقافة الصورة'' بشكل واسع وتضاعف بشكل صاروخي عدد البيانات التي يصدرها التنظيم. فقد بث التنظيم ستة تسجيلات فيديو عام ,2007 وهو ما يمثل ضعف إنتاجه الدعائي من الأفلام في كل الأعوام الثمانية من عمره التي سبقت ذلك. وفضلا عن التطور على المستوى الفني للإنتاج الدعائي للتنظيم، استحدثت القاعدة كذلك فكرة ترجمة بياناتها، إلى الفرنسية حتى الآن، من أجل تحقيق أكبر أثر في أسرع وقت ممكن، كما أن القاعدة في المغرب، ولمواجهة مصاعب الحفاظ على موقع مستقر على الأنترنت، انضمت إلى فكرة ''المنتديات الجهادية''، حيث تكفي إضافة المادة الإعلامية لتتكفل شبكة مترامية الأطراف من المواقع بمواصلة توزيعها عبر الفضاء الرقمي. وتضيف الدراسة، أن التوجه الدعائي الذي اتبعته القاعدة قد ساهم فيما اعتبره الباحث ''مفارقة''، حيث تحولت تدريجيا إلى ''خطر مقلق على الرغم من التدهور المستمر لبنيتها وقدراتها العملياتية''. واعتبرت الدراسة أن الدعاية هي ''المفتاح'' الذي أتاح للقاعدة ببلاد المغرب أن تحقق الكثير بأقل الخسائر''، فرغم أن قدرتها في المستقبل على مواصلة أعمال إرهابية قد تنخفض إلى حد بعيد، إلا أن نظرة السكان إلى حالة اللاأمن قد تتضاعف أيضا بفضل الاستخدام الذكي للإعلام''. ويسمح ''الجهاد الإعلامي''، كذلك، بأن تواصل القاعدة تصدير ''صورة جديدة عنها تعطي الانطباع بالقوة، وامتلاك الوسائل المعقدة، وبالورع الديني'' حسب الدراسة