أعلنت الحكومة اليمينية التي تحكم إسرائيل بزعامة المتطرف بنيامين نتنياهو، رفضها تقديم أي اعتذار لتركيا على مجزرة ''أسطول الحرية'' التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المتضامنين على السفينة التركية ''مرمرة'' فجر الاثنين الماضي وأسفرت عن مقتل وإصابة عشرات الناشطين غالبيتهم من الأتراك. وتأتي هذه التصريحات على خلفية التهديدات التركية بأنه في حال لم تعتذر إسرائيل عن المس بالمواطنين الأتراك على أسطول الحرية، فإن أنقرة سوف تقطع جميع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل. ونقلت صحيفة ''هآرتس'' العبرية في عددها الصادر أمس عن مسؤول بارز في وزارة الخارجية، أن طلب تركيا للاعتذار الرسمي هو في المقام الأول ''حجة لتبرر مساعي رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بشكل تام''. وتقول الخارجية الإسرائيلية إنها فوجئت بتصريحات السفير التركي في الولاياتالمتحدة، ''ناميق تان'' التي طالب فيها إسرائيل بالاعتذار، من جهة أنه لم يتم نقل هذا المطلب عبر أي قناة دبلوماسية بين إسرائيل وتركيا. وفي المقابل، قالت المصادر ذاتها إن السفير التركي في واشنطن، كان في السابق سفيرا لتركيا في إسرائيل، ويعتبر صديقا لإسرائيل، وتربطه علاقات حسنة مع اليهود في الولاياتالمتحدة، ومن هنا فإنه يجب أخذ تصريحاته بمنتهى الجدية، على اعتبار أن مصدرها تعليمات من المستويات العليا في أنقرة. وقال المصدر نفسه ''يبدو أن التدهور في العلاقات سوف سيستمر، وأن قطع العلاقات بين البلدين هو مسألة وقت''. وكان تان أكد أن التوتر الراهن في العلاقات التركية الإسرائيلية يمكن أن يزول إذا نفذت تل أبيب ثلاثة مطالب تركية. ونقلت شبكة ''إن تي في'' الإخبارية التركية عن تان قوله أول أمس إن المطالب التركية، والتي تمثل شروطا لعودة الهدوء للعلاقات مع تل أبيب، تتمثل في اعتذار إسرائيل أمام الرأي العام والاعتراف بمسؤوليتها عن مأساة أسطول الحرية، ورفع الحصار المفروض على غزة، والموافقة على إجراء تحقيق دولي مستقل، مضيفا ''إننا لا نرغب في تجميد العلاقات مع إسرائيل، لكنها إذا استمرت على موقفها فقد تضطر حكومتنا لاتخاذ مثل هذه الخطوة''، مشيرا إلى أن إسرائيل دولة صديقة لتركيا ولكنها ستفقد صديقها.