وقع سفير الجزائر السابق بدمشق والكاتب كمال بوشامة مساء أول أمس بمكتبة الأبيار العامة مؤلفه الجديد الصادر عن ''دار جوبا'' تحت عنوان ''جزائريو بلاد الشام''، وهو دراسة تاريخية أراد من خلالها الكشف عن جوانب من التاريخ الجزائري لايزال يجهلها الكثيرون خاصة ما تعلق منها بمسيرة وحياة مؤسس الدولة الجزائرية الأمير عبد القادر. وقال بوشامة في حديث ل''البلاد'' على هامش توقيع كتابه، إنه عالج في مؤلفه مرحلة هامة من التاريخ الجزائري تمتد من القرن الثاني عشر للميلاد إلى غاية القرن الواحد والعشرين، مركزا على فترة تواجد الأمير عبد القادر بسوريا ومشاركة الجزائريين هناك في مواجهة الحروب الصليبية، وصولا إلى النهضة الثقافية الكبرى التي قامت بها الجالية الجزائرية في سوريا والأردن ولبنان من خلال ''نضال أفواج كبيرة من الجزائريين وقهرهم للصليبيين تحت القيادة الرشيدة لصلاح الدين الأيوبي وسيدي بومدين''، مضيفا في هذا السياق أن هناك أمورا كثيرة في تاريخنا لا تزال مجهولة لدى غالبية الجزائريين وأن التاريخ الذي يلقن للشباب في المدارس والجامعات لم يتطرق إلى هذه الفترة وإن كان قد سبقه إليها مؤلفون آخرون، كما جاء على لسانه. وخصص الوزير الأسبق جزءا كبيرا من كتابه للحديث عن مقاومة الأمير عبد القادر ومواقفه البطولية، حيث يقول إنه استغرق مدة خمسة أشهر فقط من البحث والتنقيب عن المادة التاريخية أثناء توليه لمنصب سفير الجزائر بسوريا، حيث استغل فرصة إقامته هناك ليجمع أكبر عدد من المخطوطات وكل ما يتعلق بشخصية ما ساعده على تأليف الكتاب عكس بعض الدبلوماسيين الجزائريين الذين استغلوا مناصبهم في تكديس الأموال، على حد تعبيره. ويوضح بوشامة أن كتابه تناول بعناية مساهمات الأمير عبد القادر وأولاده في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية داخل البلاد وخارجها، مبرزا فضل الأمير في تأخير دخول الاستعمار الفرنسي إلى سوريا مدة 60 عاما بالرغم من إصرار فرنسا على غزوها وذلك من خلال اتصالاته بالجنرالات الفرنسيين مهددا إياهم ''مستعد لأن أحطم كل من سولت له نفسه دخول هذا البلد''. وكشف محدثنا في سياق عرضه لكتابه، أن الأمير عبد القادر قام إلى جانب ماسبق، بشراء 11 حانة بثمن باهض وحولها إلى دار للعلوم تعرف اليوم في سوريا ب''دار الحديث''. من ناحية أخرى، عاد بوشامة للحديث عن مشروع فيلم الأمير عبد القادر الذي لايزال يراوح مكانه، مؤكدا أن هناك أطرافا في السلطة تعمدت تجاهل المشروع وتعطيل إنجازه، وهذا، حسبه، ما يفسر تعثر الفيلم رغم وجود الإمكانيات والمادة التاريخية والمال من أجل إخراجه. وفي ذات الإطار، كشف لنا المحافظ السابق لتظاهرة ''الجزائر عاصمة للثقافة العربية ,''2007 أنه تقدم بمشروع فيلم الأمير إلى رئيس الحكومة آنذاك عبد العزيز بلخادم ليفاجأ بخيبة الأمل ''توسمت فيه خيرا وكنت أراه رجل الصرامة غير أنه صدمني بعدما منحه الضوء الأخضر للبدء في تنفيذ المشروع ليسكت عنه لاحقا دون مبررات''، على حد قوله.