قررت إسرائيل كما يبدو شن ''حرب السفن'' على تركيا بالإعلان عن استعدادها لإرسال ''قافلة من السفن'' تتجه للرسو في القسم الجنوبي من قبرص بشعارات تحملها وجميعها تندد باحتلال تركيا لشمال الجزيرة المستمر منذ قامت بغزوه قبل 63 سنة. وقالت صحيفة ''حرييت'' التركية إن قافلة السفن الإسرائيلية ستحمل شعارا رئيسياً هو: ''تعالوا ننهي احتلال تركيا لشمال قبرص''. وهي عملية أعلن رجل أعمال إسرائيلي عن تمويلها بكاملها، وتبدو ردا واضحا على ''أسطول الحرية'' الذي رعته تركيا، بالإضافة إلى ''رد الجميل إلى قبرص لموقفها الرافض لرسو سفن ''أسطول الحرية'' في موانئها للانطلاق منها إلى غزة الشهر الماضي''. وللدلالة على أهمية الفكرة والنية بتنفيذها سريعاً فقد أهملت الخارجية القبرصية اهتمامها بزيارة البابا بنديكت السادس عشر إلى قبرص التي انتهت أمس، بحيث لم ينتظر الرئيس القبرصي وزعيم القبارصة اليونانيين، ديمتري خريستوفياس، الراغب على ما يبدو باستغلال التوتر المتصاعد بين أنقرة وتل أبيب، انتهاء الزيارة البابوية إلى الجزيرة، فأوعز إلى وزير خارجيته ماركوس كيبريانو، بالتوجه يوم السبت الماضي إلى إسرائيل بعد الاعتذار من نظيره الفاتيكاني، فاجتمع كيبريانو في القدس أمس إلى نظيره الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، وناقش معه الفكرة وتم البحث في تفاصيل تنفيذها بطريقة لا تبدو معها الحكومة الإسرائيلية مشاركة فيها بشكل مباشر. وعززت الخبر صحيفة ''فيليلفثيروس'' القبرصية اليوم أيضا، وقالت إن اثنين من الناشطين المعروفين في إسرائيل، وهما أليكس غولدفاب، العضو السابق بالكنيست، وبينياس هار زاهاف، وهو ناشط متطرف في حزب ''ميريتس'' الإسرائيلي، سيقودان مجموعة ناشطين إسرائيليين وأجانب وسيكونان معهم على متن إحدى سفن أسطول التنديد الإسرائيلي بالاحتلال التركي لجنوب قبرص. وكانت السلطات القبرصية منعت سفينة يونانية مشاركة في ''أسطول الحرية'' من الوصول إلى السواحل القبرصية لاصطحاب 21 برلمانياً أوروبياً و3 شخصيات عامة، بينها الكاتب العالمي السويدي، مايكل هانن، كما منعت البرلمانيين من الإبحار إليهم في عرض البحر، بحيث تأخرت سفن المساعدات يوماً كاملاً للإبحار إلى هدفها في غزة فاسحة المجال أكثر لإسرائيل لتخطط في كيفية اعتراض الأسطول ومنع القيّمين عليه من تحقيق أهدافهم.