دعا جمال بن عبد السلام، رئيس جبهة الجزائر الجديدة، السلطة إلى جعل الانتخابات الرئاسية المقبلة، محطة وفرصة للتغيير، وتجنيب الجزائر المزيد من الفشل والانهيار ومخاطر الانفجار بتكريس انتخابات مفتوحة وشفافة وديمقراطية ونزيهة، وخاطب أصحاب القرار "نقول لهم ناصحين أن تكريسكم للسيناريوهات التقليدية في الرئاسيات المقبلة سيؤدي بكم وبالجزائر للانتحار وإلى حالة خطيرة من التفكك والتشتت". ورأى بن عبد السلام، أنّ مؤشرات الانهيار بادية جدا على كافة المستويات والأصعدة، وأنّ أي تماطل في فتح خارطة طريق جديدة ستؤدي حتما بالبلاد نحو انفجار، قد يهدد مباشرة الوحدة الوطنية، التي تستهدفها مخططات خارجية وداخلية منذ زمن بعيد. وبالمناسبة، طرح ضيف "البلاد" خيارين أمام السلطة، واعتبر أنّ انتهاج الأول من شأنه أن يؤزم الوضع أكثر، ولا يستبعد أن تصل البلاد بذلك إلى وضع كارثي بكل المقاييس سماه "الانهيار"، فيما رأى في الخيار الثاني اتجاهً نحو انفراج للأزمة التي تتخبط فيها الجزائر، وقال إنّ الخيار الأول أمام السلطة اليوم هو انتهاج سياسة "تغنانت تخسارت"، ويمشي بذلك صناع القرار في نفس سيناريوهاتهم القديمة، ويتم غلق الانتخابات الرئاسية بطرح مرشح للسلطة والتسويق له والتزوير لإنجاحه وإيصاله لقصر المرادية. أمّا الخيار الثاني، فيعتبر مبادرة يجري النقاش حولها من طرف مجموعة أحزاب الذاكرة والدفاع عن السيادة الوطنية، وتتمثل أساسا في الشروع في حوار وطني تشارك فيه السلطة والأحزاب، للدخول في مرحلة انتقالية تستمر على مدى 18 شهرا، يتم خلالها حل غرفتي البرلمان، وإجراء انتخابات تشريعية مسبقة، وكذا انتخابات رئاسية، تشرف عليها حكومة وحدة وطنية. ويشترط بن عبد السلام، أن تستمر بعد ذلك سياسة "التوافقات" وأن يسير الجميع من سلطة وأحزاب سياسية وشخصيات وطنية بمبدأ واحد وهو "التوافق" لمدة قد تصل إلى عشر سنوات، يتم فيها بناء مؤسسات الدولة. وإن رأى بن عبد السلام أنّ كافة السيناريوهات مطروحة في الاستحقاق الرئاسي المقبل، ولكنه أصرّ على مخاطبة من قال بأنّهم "يغارون على الوحدة الوطنية ومستقبل البلاد" ممن يتواجدون في هرم السلطة، قائلا "أضعف الإيمان أن تتركوا الشعب يختار، وليختار ما يريد في الانتخابات، أتركوها مفتوحة ولا تضيعوا فرصة ثمينة للتغيير السلمي الديمقراطي السلس، وجنبوا الجزائر المآلات الخطيرة للعنف واستخدام القوة". وشدد المتحدث على أنّ مرض الرئيس أبان الوضع على حقيقته، وتأكد الجميع بأنّ مؤسسات الدولة "مريضة ومشلولة" وليس باستطاعتها تقديم شيء للجزائر، سوى الاستمرار في نفس السياسات التي ستجني على البلاد أكثر، وختم قوله بالتأكيد على أن الجزائر بحاجة اليوم وأكثر من أي يوم مضى إلى "جمهورية ثانية" بسياسات وأفكار جديدة بعيدا عن فكر الحزب والرأي الواحد. "حان الوقت للحديث عن ما بعد بوتفليقة" أكد ضيف يومية "البلاد" جمال بن عبد السلام، أنه "حان الوقت للحديث عن ما بعد بوتفليقة"، حيث وصف مرض رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ب«القشة التي قصمت ظهر البعير"، وانتقد "الفراغ" الواقع في السلطة بمرض الرئيس، حيث قال "بمجرد مرضه نحن أمام فراغ في السلطة"، مرجعا ذلك إلى التعديل الدستوري الذي حدث سنة 2008، أين تم "تركيز السلطة في يد الرئيس". كما انتقد أيضا بن عبد السلام، ما يقوم به الوزير الأول عبد المالك سلال من حين لآخر، حيث أكد "ما يقوم به سلال في بعض الأحيان خرق للدستور"، وتساءل ضيف "البلاد" عن كيفية إلغاء ديون بعض الدول العربية والإفريقية الأمر الذي اعتبره غير دستوري. وفي ذات السياق، ندد المتحدث ب"تكتك" الحكومة تجاه مرض الرئيس، معتبرا أنها "غرقت في فنجان مرض الرئيس"، وأكد أن التصريحات الأخيرة "كذبت السلطة نفسها بنفسها" وذلك عندما أوضح البيان الأخير لرئاسة الجمهورية أن الرئيس بحاجة لتأهيل وظيفي، الأمر الذي اعتبره بن عبد السلام بمثابة "تأكيد أن الرئيس مريض"، وبهذا الخصوص وجّه المتحدث كلامه لخصومه قائلا "حان الوقت للأبواق التي هاجمتنا أن تسكت"، مؤكدا بشدة على أن "الحديث عن عهدة رابعة انتهى" وأضاف قائلا "الرئيس والسلطة مريضان.. ونحن بحاجة لجمهورية ثانية". كما طالب المتحدث بضرورة إظهار التقرير الطبي المفصل عن صحة الرئيس يوضح مدى قدرة الرئيس على تحمل مسؤولياته، وقال "على الجهات المخولة إقرار حالة العجز أو القدرة على التحمل". وفي هذا الإطار، قال عضو مجموعة الأحزاب والمنظمات المنضوية تحت مبادرة الدفاع عن الذاكرة والسيادة، أن الحل لهذه لأوضاع يتمثل في إطلاق مبادرة سياسية لإخراج الجزائر من حالة الاحتقان الراهنة. اعتبر أن تعليمة سلال ليست الحل، بن عبد السلام يؤكد: "انتفاضة الجنوب.. حق على باطل" وصف ضيف منتدى يومية "البلاد"، جمال بن عبد السلام، الحراك الذي حدث مؤخرا في العديد من ولايات الجنوب ب«الانتفاضة"، مشيرا إلى أنها "حق على باطل"، مبررا ذلك كون هذه المنطقة مقصية ومهمشة. وأكد المتحدث أن كل الأحزاب السياسية والشخصيات المعارضة بما فيها هو، حذروا منذ أزيد من 10 سنوات مضت من حدوث "انتفاضة" في الجنوب، مشيرا إلى أن السلطة لم تستمع لنصائحهم، وأضاف بن عبد السلام أن تعليمة الوزير الأول عبد المالك سلال "ليست الحل تؤزمه ولا تحله" وأنها فتحت إشكالية أخرى لدى باقي الشاب عبر التراب الوطني، وأوضح أن "السلطة علمت الشعب كيف يمارس معها الابتزاز لاسترجاع أو المطالبة بحقوقه"، معتبرا أن قرارات وإجراءات الحكومة "جزئية ومسكنة وتؤزم الوضع"، وأن هذه التعليمة كرست الجهوية، مقدما مثالا على منطقة القبائل -حسبه- التي تعرضت لعقاب جماعي وإفراغ أمني وبطالة عامة، وأكد أن مطالب سكان الجنوب وكل القطاعات "مشروعة"، مطالبا بضرورة إيجاد الحلول للإشكاليات المطروحة بدل "قمع" الشباب المحتج، وشدد على "محاكمة من سرق الملايين أمثال شكيب خليل وعبد المؤمن خليفة وليس الشباب المحتج". كما وجّه نداء ونصيحة لشباب الولايات الجنوب بالمحافظة على وطنيتهم ووحدة التراب برفض رفع أي شعارات تمس بالوحدة الوطنية. "بن بيتور كان رئيسا للحكومة.. واليوم يسوّقونه لنا كمعارض" استغرب جمال بن عبد السلام لدى رده على سؤال حول إمكانية دعم جبهة الجزائر الجديدة، أو مجموعة أحزاب الذاكرة والسيادة لرئيس الحكومة الأسبق، أحمد بن بيتور، في الرئاسيات المقبلة، وقال "كيف تنتظرون من حزب معارض أن يساند من كان في السلطة"، مؤكدا أنّ كل من كان في السلطة سواءً كوزير أو رئيس حكومة يتحمل جزءًا من المسؤولية في الفشل الذي وصلت إليه الجزائر. وتساءل بن عبد السلام قائلا "يوم كان بن بيتور وبن فليس على رأس الحكومة، نحن كنّا في المعارضة، نعارض توجهاتهم وسياساتهم، فكيف نجنح اليوم نحو دعمهم ومساندتهم؟"، وأضاف المتحدث "بالأمس كانت مختلف هذه الوجوه المطروحة حاليا من طرف السلطة لخلافة بوتفليقة، في مناصب قيادية في الحكومة، واليوم يظهرونهم على أساس أنّهم معارضة؟". قال إنّ مشاورات سلال مجرد "دردشة" و"ماكياج" "هذا احتقار للشعب والأحزاب وليس تعديل دستور" اعتبر جمال بن عبد السلام، أنّ التعديل الدستوري الجاري، ليس إلاّ حلقة من حلقات احتقار الشعب والطبقة السياسية، لأنّه دستور على مقاس الأشخاص وليس مقاس الدولة. وقال بن عبد السلام إنّ تنصيب الوزير الأول عبد المالك سلال للجنة تقنية متكونة من أكاديميين وتقنيين فقط دون السياسيين وأهل الفكر والسياسة معناه أنّ كل الخيارات تمّ تحضيرها في مخابر السلطة، ومهمة اللجنة لا تتعدى صياغة هذه الخيارات في مواد دستورية وفق "أهواء أشخاص معينين ومنطق لا أريكم إلاّ ما أرى". وعن المشاورات التي قادها الوزير الأول عبد المالك سلال، خلال الفترة الماضية مع مختلف الأحزاب السياسية، قال بن عبد السلام "عن أي مشاورات تتحدثون؟، سلال قاد عمليات دردشة مع الأحزاب وفقط، وهذه التي توصف بالمشاورات هي واجهة تجميلية لأنّ رأينا كأحزاب لا يؤخذ لا بعين الاعتبار ولا بعين أخرى". وفي حديثه عن الإصلاحات السياسية وما أفزرته من برلمان ومجالس منتخبة، قال بن عبد السلام إن لا شيء من ذلك جاء من الشعب، وأنّ غرفتي البرلمان ليستا إلاّ غرفة تسجيل كبيرة لدى رئيس الجمهورية. وقال إنّ ‘'حزمة إصلاحات الرئيس لم تكن إلا سرابا سرعان ما انكشفت عوراته في انتخابات لم تنجب إلا مجالس مزورة تعشش فيها الرداءة، وقوانين سمحت للسلطة بالانتقال من غلق المجال السياسي وخنق أنفاس الحريات إلى تمييع وتعويم وتعفين الساحة بكل أنواع المخلوقات غير السياسية'' ودعا السلطة إلى وقف هذه "المسارات العميقة''، والشروع الجاد في فتح حوار وطني شامل مع مكونات الساحة الوطنية لبلورة مشروع وطني جامع. "السلطة وصلت إلى نهايتها وفقدت مبررات بقائها" لخص رئيس جبهة الجزائر الجديدة، جمال بن عبد السلام، خلال نزوله ضيفا على منتدى يومية "البلاد"، الوضع العام الذي تعيشه الجزائر الآن بقوله "حان الوقت لتسليم المشعل" للجيل الثاني والثالث اللذين حرما من حقهما في تحمل مسؤولية تسيير البلد. وأوضح بن عبد السلام، أن الجزائر قادتها سلطة "واحدة منذ الاستقلال"، بمبررات "الشرعية التاريخية والثورية"، وهو الأمر الذي عبره عن رفضه صراحة وطالب بضرورة تسليم المشعل للأجيال الأخرى ممن ولدوا إبان الدولة المستقلة، حيث قال بن عبد السلام "بعد 50 سنة السلطة وصلت إلى نهايتها وفقدت مبررات بقائها"، وأكد المتحدث أن مظاهر "النهاية" تتجلى في كل القطاعات، وانتقد ما وصفه "الفشل"، حيث اعتبر أنه "لو توفر لإفريقيا ما خصص للجزائر من أموال لكان كافيا لإخراجها من مشاكلها" ولتحولت حسب المتحدث إلى قارة في طريق النمو، وتساءل عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء صرف 250 مليار في السنوات الأخيرة "ومشاكل البلاد في ازدياد!"، حيث استنكر بشدة ما يتم تداوله بخصوص قضايا الفساد في العديد من القطاعات، داعيا إلى ضرورة الحجر على المتسببين في ذلك. كما انتقد ضيف يومية "البلاد"، الأوضاع العامة التي تعيشها الجزائر، خاصة في المجال السياسي والتنمية الاقتصادية، موضحا أن كل المؤشرات تقول بأن "السلطة حان الوقت لأن تتغير"، مبررا ذلك بفشلها في المجال السياسي وبقاء اللعبة الديمقراطية مغلقة -حسب بن عبد السلام- الذي وصفها ب«ديمقراطية الواجهة" وبقاء الوضع على "الأحادية السياسية والإعلامية".