ثلث الجزائريين مهددون بالمرض في غضون 5 سنوات أعطى مختصون وخبراء في مجال الصحة صورة سوداء عن مرض السرطان في الجزائر، حيث توقعوا أن يصيب ثلث السكان في غضون الخمس سنوات القادمة، في ظل انعدام سياسة وقائية لدى الحكومة وعجزها عن التكفل بالمصابين. واتهم أطباء مختصون في الأورام السرطانية أمس، بمجلس الأمة، الذي احتضن يوما دراسيا حول حقيقة السرطان في الجزائر، وزارة الصحة بعدم أخذ إصابة 44 ألف فرد بالسرطان على محمل الجد، وأكد رئيس مصلحة الأشعة بمركز مكافحة السرطان بالبليدة البروفيسور قادة بوعقلة أن الجزائر تحتل المركز الأول من بين 15 دولة متوسطية من حيث حجم الإنفاق السنوي لمكافحة السرطان، كما فاقت الميزانية الموجهة لهذا الغرض ال50 مليار دولار خلال السنوات العشر الأخيرة، ومع هذا لم تتمكن من معالجة سوى 2,5 بالمائة من المصابين، وهو ما يطرح حسب المختصين عدة نقاط استفهام حول الوجهة التي تؤول إليها أموال الدولة المخصصة لعلاج هذا الداء الخطير. وشكك المتحدث في الخطاب الرسمي للحكومة الذي يفيد بوضع جملة من الهياكل لمحاصرة هذا الداء، مشيرا إلى أنه في ظل استمرار التسيير الحالي لميزانية مكافحة السرطان من دون أي رشادة أو رقابة فإن عدد الوفيات مرشح للارتفاع، خاصة أن الدولة تقف عاجزة أمام 28 ألف مصاب بحاجة مستعجلة للعلاج بالأشعة. من جهته، دق رئيس مصلحة بيار و ماري كوري بمصطفى باشا البروفيسور كمال بوزيد ناقوس الخطر، متوقعا ارتفاع معدلات الإصابة بمرض السرطان في السنوات المقبلة، حيث تشير الأرقام إلى تسجيل نحو 3 آلاف حالة إصابة كل سنة، أمام غياب كلي للسياسة الوقائية في مخطط وزارة الصحة، والعجز المسجل على مستوى الهياكل الطبية وانعدام بعض التخصصات الجراحية والعلاجية في مستشفياتنا. وفي شق متصل، أكدت رئيسة لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل والتضامن الوطني بمجلس الأمة البروفيسور لويزة شاشوة، على ضرورة وضع مخطط استعجالي للسرطان، وتطبيق استراتيجية وقائية والاستفادة من الموارد الوسائل المتاحة، بهدف تقليص حالات الوفيات ببلادنا، إلى جانب توفير كافة الوسائل البشرية والمادية والمؤسساتية ووضع خطط ملائمة، خاصة أن "مرض السرطان بات هاجسا ينغص حياة المواطن ويثقل كاهل الدولة التي خصصت له أموالا طائلة"، موضحة أن عدد المصابين بالمرض سيتضاعف مرتين خلال سنة 2020، وثلاث مرات في حدود 2030 وفقا لدراسة أعدتها منظمة الصحة العالمية" بمعنى 132 ألف مصاب تقريبا، وأشارت البروفيسور شاشوة إلى أن السرطان يعد أحد الأسباب الرئيسة للوفيات المسجلة في الجزائر، وأنه في تزايد بمعدل 40 بالمائة من الإصابات الجديدة سنويا.