كشفت لويزة شاشوة عضو مجلس الأمة ورئيسة لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل والتضامن بالمجلس، أن مخطط مكافحة السرطان الذي أشرف على إعداده منذ سنة، البروفيسور مسعود زيتوني بطلب من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يشرف على نهايته وبات تسليمه إلى رئيس الجمهورية وشيكا. »السرطان يقتل ويسبب معاناة كبيرة لأسرة المريض...« بهذه العبارة فضلت الدكتورة شاشوة الحديث عن واقع هذا الداء بالجزائر في ظل غياب مخطط وطني لمكافحة السرطان، حيث أكد إحصاء 40 ألف حالة جديدة سنويا، بما يجعل هذا المرض أحد المشاكل الكبرى التي تواجه المنظومة الصحية في الجزائر. تصريحات الدكتورة جاءت خلال اليوم الدراسي الذي نظمه أمس مجلس الأمة حول مرض السرطان تحت عنوان »السرطان في الجزائر: حقائق وتحديات«، حيث أكدت أن هذا اليوم الدراسي يعد آخر مرحلة قبل تسليم المخطط الوطني لمكافحة السرطان إلى رئيس الجمهورية بعد مرور سنة على تكليف الدكتور مسعود زيتوني الذي يشغل منصب عضو بمجلس الأمة بمهمة متابعة الخطة الوطنية المتعلّقة بمرض السرطان بهدف إعداد مخطط وطني يضمن التكفل بالمرضى. ومن هذا المنطلق دعت الدكتورة إلى وضع مخطط لتقليص عدد الوفيات والإصابات وكذا تحسين وضع الحياة بالنسبة للمريض المصاب، كما يجب توفير كل الوسائل المادية، البشرية والمؤسساتية للوصول إلى خطة فعالة، وعن أسباب ارتفاع عدد الإصابات بالجزائر، فهي مرتبطة أساسا بالنمو الديمغرافي، ارتفاع معدل العمر وكذا تزايد عوامل الخطر على غرار التلوث، نوعية الكل، المورثات العائلية بنسبة 10 بالمائة وغيرها من المعطيات. كما أشارت المتحدثة في عرضها إلى وجود سجل للسرطان لسنة 2007 رفقة تحقيق وطني قامت به اللجنة الوطنية للسرطان، نشر سنة ,2004 وهما المصدران اللذان يؤكدان إحصاء 3500 إصابة جديدة بالسرطان في صفوف الرجال و3800 حالة في صفوف النساء بالنسبة لسنة ,2007 فيما تبقى أسباب الإصابات عند عنصر الذكور مرتبطة بالتبغ و45 بالمائة من الأسباب عند النساء راجعة إلى أمراض الولادة، ويضاف إلى ذلك أن 30 بالمائة فقط من الحالات التي يتم الكشف عنها في أولى مراحل المرض. والباقي عادة ما يشخص في المراحل الأخيرة. وعن معدل الإصابات وفق هذه الإحصائيات، فإن الجزائر تحصي 94 حالة إصابة بالسرطان للرجال من كل 100 ألف رجل و100 امرأة من كل 100 ألف امرأة، سنويا، أما فيما يخص الأطفال، فتم إحصاء 4,23 طفل من كل 100 ألف و5,16 بنت من كل 100 ألف. وعن التجهيزات الخاصة بالعلاج بالأشعة فهناك 7 مصالح على المستوى الوطني و6 أخرى في طور الانجاز، وتبقى الإشكالية ملخصة في نقص الإمكانيات المادية والبشرية في ظل غياب إستراتيجية واضحة لمكافحة السرطان وفق ما أكدته الدكتورة التي اقترحت إنشاء نظام معلوماتي خاص بالسرطان، إلى جانب وضع برنامج تشخيص مبكر وكذا تسحين ظروف التكفل بالمريض. من جهته أكد الدكتور مسعود زيتوني، أن الجزائر بحاجة إلى مخطط وطني لمكافحة السرطان بطريقة أقل بيروقراطية لكون المرض عرف انتشارا كبيرا، في الوقت الذي يخضع فيه قرابة 30 ألف مريض بالسرطان إلى عمليات جراحية سنويا، وبالمقابل رفض المتحدث تقديم أي تفاصيل عن المهمة التي أوكله إياها رئيس الجمهورية حول إعداد المخطط بالتنسيق مع مختلف الأطراف المعنية. وفيما تحدث الدكتور بوعلقة قادة رئيس مصلحة الأشعة بمركز مكافحة السرطان بالبليدة عن ارتفاع عدد المصابين سنويا إلى 40 ألف مصاب منهم 28 ألف يحتاجون للعلاج بالأشعة، أشار الأستاذ كمال بوزيد رئيس مصلحة مرض السرطان بمركز بيار ماري كيري إلى غياب عملية الكشف العام لدى المرضى المصابين بالسرطان، إضافة إلى ارتفاع تكلفة العلاج المقدرة على سبيل المثال بالنسبة لسرطان الثدي ب 35 ألف أورو للمريض الواحد سنويا. وقد تميز النقاش بطرح عديد المشاكل الخاصة بهذا الداء، حيث تطرق البعض إلى بيروقراطية الصفقات العمومية التي حالت دون اقتناء أجهزة العلاج بالأشعة في وقتها المحدد، بالإضافة إلى مشكل الأعطاب الذي يدوم في بعض الحالات إلى سنتين، فيما طالب البعض بإيفاد لجنة تحقيق برلمانية لتشخيص الوضع، وتساءل البعض الآخر عن مدى إمكانية استيعاب المنظومة الصحية بظروفها الحالية لمخطط وطني لمكافحة