يختلف موسم المسلسلات في شهر رمضان 2013 عن باقي المواسم في ظل سطوة "أخبار الدم" وتصاعد الأزمة السورية بشكل غير مسبوق للسنة الثالثة على التوالي، وظهور معالم "حرب أهلية" في مصر. ومن هنا، يقف المشاهد العربي أمام عدد كبير من الفضائيات تتنافس فيها بينها للظفر به واستقطاب اهتمامه الذي يبدو أنه صار منقسما بين أخبار "ما بعد الربيع العربي" وتبعاته الدامية، وجديد "الدراما" التلفزيونية الرمضانية التي تأثرت بشكل كبير هذا العام من ناحية كم المسلسلات الذي انخفض كثيرا مقارنة بمواسم سابقة بسبب الظروف التي تشهدها المنطقة العربية، وخصوصا في سوريا ومصر اللتين تعدان رائدتي "دراما رمضان". ورغم هذا، ينتظر صناع "الدراما" في العالم العربي شهر رمضان لعرض جديدهم في مجال الدراما التلفزيونية، حيث يتنافس هذه السنة العديد من النجوم الذين تناولوا قضايا مختلفة من خلال مسلسلاتهم، لكن هناك نجوما سيغيبون عن الشاشة الصغيرة على غير العادة. ويتصدر المسلسل التاريخي "خيبر" أهم الأعمال الرمضانية، وهو من إخراج الأردني محمد عزيزية وتأليف الكاتب المصري يسري الجندي وبطولة مجموعة من الممثلين العرب من أبرزهم أيمن زيدان وجواد الشكرجي وأحمد ماهر وسامي قفطان وخليل مرسي ومحمد القباني وسناء شافع وسلافة معمار وسامح الصريطي وبيار داغر وغيرهم. ومقارنة برمضان الماضي؛ ليس الإنتاج الدرامي المصري بنفس مستوى مسلسلات العام الماضي، التي كانت قد شهدت تنافسا قويا من أغلب نجوم السينما والتلفزيون المصريين، حيث تغيب هذه السنة أسماء ظهرت في العام الماضي كمحمود عبد العزيز وهند صبري ونبيلة عبيد ويحيى الفخراني. وفي المقابل، يعود نجوم آخرون مثل محمود حميدة، إلى الشاشة الصغيرة بعد غياب أكثر من 20 سنة، وذلك من خلال مسلسل "ميراث الريح"، كما يشهد رمضان هذه السنة عودة النجمة السورية رغدة من خلال مسلسل "شك" الذي تقوم ببطولته رفقة النجم حسين فهمي. وبعد فيلمهما الشهير "اللعب مع الكبار" يلتقي النجمان عادل إمام وحسين فهمي في المسلسل الجديد "العراف" الذي يتناول قصة محتال محترف ينجح في تولي مناصب سياسية وقيادية مهمة. أما نجوم السينما والدراما الشباب فيلتقون في عمل جماعي بعنوان "نيران صديقة" بطولة كل من منة شلبي ورانيا يوسف وعمرو يوسف وكندة علوش ومحمد شاهين. ويحكي المسلسل قصة أصدقاء طفولة تجمعهم أسرار وصراعات حياتية. وتقدم الممثلة ليلى علوي جديدها الرمضاني، حيث تظهر هذه السنة في مسلسل للمخرج خالد الحجر بعنوان "فرح ليلى" ويتناول قضايا إنسانية كالحب ومعنى الحياة. وفي إطار رومانسي يتناول مسلسل النجم السوري جمال سليمان "نقطة ضعف" علاقة الرجل بالمرأة، من خلال قصة طبيب أسنان له علاقات نسائية متعددة. في السياق ذاته، سيكون الوضع السياسي في مصر وتاريخها موضوعا في عدد من المسلسلات؛ فمسلسل "ذات" المستوحى من رواية الكاتب صنع الله إبراهيم، سيتناول تاريخ مصر من خلال شخصية "ذات" بطلة المسلسل، والتي تجسدها النجمة نيللي كريم. كما يتناول مسلسل "الداعية" انتشار الخطاب الديني الدعوي، وهو من بطولته هاني سلامة، وتدور أحداثه حول قصة حب تجمع بين داعية إسلامي وعازفة كمان في "الأوبرا" تقوم بتجسيدها الممثلة بسمة، وهو ما اعتبره البعض مسيئا ل"التيار الإسلامي". وتشارك النجمة عبلة كامل في بطولة مسلسل "سلسال الدم" الذي يتناول من خلال أحداثه الأوضاع في مصر منذ بداية الثمانينات حتى "ثورة 25 يناير". دعاوى قضائية ضد مسلسلات رمضان لم يعد غريبا أن تتعرض بعض المسلسلات إلى محاولات لوقف عرضها حتى قبل أن تعرض، حيث سبق أن شهدت السنوات الماضية حالات مماثلة. وقدم هذه السنة بلاغ ضد مسلسل "مزاج الخير" وهو من بطولة مصطفى شعبان وعلا غانم لوقف عرضه في رمضان، بسبب ما احتواه الإعلان عن المسلسل من مواضيع تتناول العلاقات النسائية والمخدرات. كما قدمت دعوى قضائية ضد مسلسل "الداعية" الذي يقوم ببطولته هاني سلامة، لما عده البعض إساءة لرجل الدين المسلم. وتقدمت أسرة الكاتب الراحل أحمد رشدي صالح بدعوة لوقف عرض مسلسل "الزوجة الثانية"، باعتباره صاحب الرواية الأصلية، ولم يحصل منتجو المسلسل على تنازل عن الحقوق من أسرة الكاتب الراحل، بالإضافة إلى مسلسلات تم رفع دعاوى ضدها بسبب مشاهد الرقص التي تحتوي عليها كمسلسل "مولد وصاحبه غايب" من بطولة هيفاء وهبي وفيفي عبده. ولم تخل مسلسلات رمضان السابقة من القصص السير الذاتية، كمسلسل "أم كلثوم" و"السندريلا" و"الشحرورة" و"كاريوكا" وغيرها من المسلسلات التي تناولت شخصيات فنية وتاريخية حقيقية. ويقدم الممثل فاروق الفيشاوي هذه السنة مسلسلا عن الشاعر الغنائي بيرم التونسي بعنوان "أهل الهوى"، وهو نفس العنوان الذي حملته قصيدة للشاعر الراحل غنتها أم كلثوم. تعديلات اللحظة الأخيرة يواجه صناع الدراما المصرية هذا العام مأزقا طارئا، سببه عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي، حيث إن بعض الأعمال الرمضانية تناولت في جوانبها انتقادا للنظام السياسي، ويخشى صناعها حاليا فقدان زخمها. ودفعت التغيرات التي شهدتها الساحة السياسية في الفترة الأخيرة البعض إلى التراجع عما كان ينوي تقديمه خوفاً من عزوف الجمهور. وتراجعت قناة "القاهرة والناس" عن تقديم برنامج يحمل اسم "المرشد" بعد خروج "جماعة الإخوان" من الحكم. ولم يُسعف الوقت الإعلامي اللبناني طوني خليفة لتغيير مسار برنامجه الذي يحمل اسم "آسفين يا ريس". وتقوم فكرة البرنامج على استضافة شخصيات سياسية وعامة من أجل طرح عليها سؤال واحد وهو "لمن تقول آسف يا ريس؟"، على أن يختار الضيف من بين الرؤساء الثلاثة جمال عبد الناصر، أنور السادات وحسني مبارك. أما باقي البرامج فقد أدخل عليها تغييرات جزئية، حيث تراجع بعض المعدين عن استضافة رموز من "الإخوان المسلمين"، فيما سيمتنع البعض الآخر عن سؤال الضيوف عن نظام الحكم بعد أن سقط. وتواجه بعض المسلسلات نفس الأزمة، خاصة أن مضمونها موجّه للنظام السابق. ومن بين تلك الأعمال "نظرية الجوافة" الذي تقوم ببطولته إلهام شاهين، وكذلك مسلسل "الداعية" الذي يقوم ببطولته هاني سلامة وبسمة. وأكد مخرج "الداعية" محمد جمال العدل أن العمل غير موجّه بشكل مباشر ضد "جماعة الإخوان المسلمين"، معتبرا أنه موجّه تجاه كل من يقوم باستغلال الدين في للقيام بأعمال متطرفة.