أكّد رئيس الحكومة الأسبق، أحمد بن بيتور، أنّه لن يتراجع عن مسعاه للترشح للانتخابات الرئاسية المرتقبة في ربيع السنة المقبلة، وأشار إلى أنّه لن يقبل أن يكون ربع رئيس، بل رئيسا كامل الصلاحيات. واعتبر بن بيتور أنّ الجزائر أمام واقع خطير، يفرض "علينا جميعا أن نتعاون على تحقيق التغيير السلمي، بعيدا عن سيناريوهات العنف" وأضاف أنّ السير ضد رياح التغيير التي هبّت على المنطقة، ومقاومة رغبة الشعوب في التغيير قد ينجّر عنه حالة من اللا استقرار والفوضى، مثل الحاصل حاليا في تونس ومصر وغيرها من الدول التي استعملت القوة لتحقيق التغيير. وأكّد بن بيتور أن "أصل المسألة اليوم في الجزائر هو التغيير الذي أصبح لا مفر منه، في ظل التطورات الحاصلة في المنطقة، ولكن التساؤل المطروح حاليا، كيف نحقق التغيير الذي نريد؟". وقدّم بن بيتور خيارين أمام صناع القرار، "إمّا أن نسير المرحلة بالطريقة التي تخدم مصلحة الوطن، ويتحقق التغيير السلمي، أو تترك المشكلات تتفاقم ويتفاقم معها الغضب الشعبي، وحينها قد يفرض على الجزائر التغيير وفق أجندة أجنبية". واعتبر بن بيتور أنّ الحل الأفضل للجزائر حاليا، من أجل الخروج مما سماه "مرحلة الفشل" والتوجه نحو "مرحلة التغيير الحقيقي"، يكمن في تنظيم انتخابات رئاسية نزيهة وشفافة وديمقراطية، والاستغناء عن جميع السيناريوهات التقليدية. ودعا رئيس الحكومة الأسبق، في مقابلة مع "قناة بير تي في" إلى التوجه نحو إعادة الاعتبار للطبقة السياسية في الجزائر، وتأسيس أحزاب سياسية تخدم مصلحة الوطن والشعب بالدرجة الأولى، واعتبر أنّ أغلبية الأحزاب الموجودة حاليا، تتحكم فيها السلطة ولا تتمتع باستقلالية ومصداقية يمكّناها من النهوض بالبلد والقضاء على الفساد والضغط من أجل تحقيق التغيير السلمي. وفي نفس السياق، أكّد بن بيتور أنّه سيدخل الانتخابات المقبلة كمرشح حر، ولن يعتمد على غطاء حزبي معين، مشيرا في نفس الوقت إلى أنّ لديه برنامجا مدروسا بمقدوره حل الكثير من المشاكل التي تعاني منها الجزائر حاليا.