خلفت مناوشات لفظية بين اطارات إسبانية وعمال جزائريين بورشة أشغال الجسر العملاق بمدخل مدينة عنابة غليانا عماليا استدعى تدخل قوات مكافحة الشغب. وكادت الأوضاع ان تنحرف الى ما لا يحمد عقباه عقب تعرض مسؤول التنظيم في النقابة ،عطوي محمد الشريف، لاعتداء جسدي من طرف موظف أجنبي لاحتجاجه على قرار توقيفه عن العمل على خلفية نشاطه النقابي من شركة "ليفانتينا للهندسة والبناء" الإسبانية، ومن هول الصدمة حاول المعني الانتحار يوم الخميس قبل منعه من طرف إطارات من الشرطة والحماية المدنية. وأسفرت تداعيات الحادثة عن اندلاع مشادات عنيفة بين عمل جزائريين وإسبان أوقع 22 جريحا في صفوف العمال بينهم 7 إسبان حسب مصدر أمني مطلع. وعلمت "البلاد" أن المجلس النقابي دعا إلى انعقاد جمعية عمالية لمناقشة خيار نقل الاحتجاج العمالي أمام مقر السفارة الإسبانية بالجزائر العاصمة، تنديدا بما وصفه بيان للشركة "استعباد العمالة الوطنية". وقد خلفت تداعيات القضية ردود أفعال ساخطة لدى الأوساط المهتمة بملف اليد العاملة الأجنبية في ولاية عنابة، حيث طالبت الأوساط نفسها السلطات العليا في البلاد بوجوب فتح تحقيق في ممارسات مسؤولي الشركات الأجنبية المتهمين باستعباد العمال الجزائريين، إلى جانب فضح ما نعت ب"الملفات السوداء" في إشارة إلى الخروقات المسكوت عنها في ملف اليد العاملة الأجنبية، منها اعتماد عقود عمل لأجانب دون رخص، وامتهان آخرين مهنا غير مصرح بها وهو ما يتنافى والتشريع الذي ينظم سوق الشغل. الى ذلك ثبت الفرع النقابي بشركة "ليفانتينا للهندسة والبناء" الإسبانية المكلفة بإنجاز الجسر العملاق لمدخل مدينة عنابة، خيار الإضراب المفتوح، ابتداء من يوم الغد الأحد، في بيان تحصلت "البلاد" على نسخة منه، وتحدث عن تجاوزات خطيرة تضرب بعمق مصداقية قوانين الجمهورية، وتفضيل اليد العاملة الأجنبية بطرق مخالفة للقانون، وإقصاء الإطارات الجزائرية في مختلف التخصصات التقنية والتكنولوجية.