أوردت مجلة "تايم" الأمريكية أمس، أن التيار الإسلامي السياسي في تونس متخوف من تكرار سيناريو مصر في بلاده بعد عزل الرئيس ووضعه تحت القامة الجبرية، مشيرة إلى أن حزب "النهضة" أضحى الحزب الإسلامي الحاكم الوحيد في المنطقة بعد إسقاط الرئيس مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين. وأضافت "تايم"، أن حزب النهضة التونسي أدان بشدة عزل الرئيس المصري، واعتبر أن ما حدث يمثل تهديدا للديمقراطية، لأنه مس رئيسا شرعيا فاز عن طريق الصندوق، حيث طالب الإخوان بالبقاء في الشارع إلى غاية الإفراج عن مرسي، مشيرا إلى أنه لا توجد أي دولة في مأمن في الوقت الحالي بسبب ما وقع في مصر، وهو ما اعتبرته المجلة الأمريكية تخوفا من الحزب الحاكم في تونس، مشيرة إلى وجود نقاط مشتركة بين تونس ومصر بعدما نجحت ثورة تونس في إسقاط حكم زين العبدين بن علي الذي دام 24 عاما في 2011 ، ثم حذا حذوها المصريون الذين ثاروا ضد حسني مبارك، وبعدها دخلت الأحزاب السياسية في البلدين سباق الرئاسيات ونجحت فيه، فيما حاولت الأطراف الليبرالية إيجاد أطر قانونية لصياغة دساتير جديدة. كما عادت المجلة إلى الحديث عن نقاط الاختلاف، حيث أوضحت أن مرسي سد الطريق أمام المعارضين وعمل على تعزيز قبضة الإخوان، بينما أشركت النهضة في تونس الأحزاب الليبرالية في الحكم، حتى لا تتيح الفرصة لتدخل الجيش أو أي مؤسسة أخرى، إلا أنه بالرغم من ذلك فإن احتمال تكرار المشهد المصري في تونس وارد، في ظل وجود استياء شعبي من عجز الحكومة عن تحسين الوضع الاقتصادي وكبح التيار السلفي المتشدد الذي ظهر مؤخرا. أرزقي فراد: الجيش التونسي لا يملك سلطة الجيش في مصر، وتكرار السيناريو مستبعد ما حدث في مصر اعتداء على السيادة الشعبية وفي هذا الشأن، استبعد الخبير في الشأن السياسي "ارزقي فراد" في تصريح ل"البلاد"، أن تشهد تونس نفس سيناريو مصر، مشيرا إلى أن مستقبل تونس مفتوح على أكثر من احتمال، وآخرها أن يتم الانقلاب على حزب النهضة الحاكم. وأوضح "فراد"، أن ما وقع في مصر اعتداء على السيادة الشعبية، لأن الديمقراطية تعني الصندوق، وهذا الأخير هو الذي نصب مرسي رئيسا، مضيفا بأن ما حدث كان بفعل المعارضة وفلول النظام بدعم من القوى الإقليمية ممثلة في دول الخليج وعلى رأسها السعودية، معتبرا أن الإخوان فازوا بالرئاسيات بكل شفافية لأنهم لم يكونوا يتحكمون لا في الإدارة ولا في الجيش، والحديث عن فشله في تسيير البلاد غير منطقي، لأنه من المستحيل تقييم رئيس قبل انقضاء عهدته، قائلا إن المعارضة لا تمثل الشعب المصري وما قامت به لتغطي على فشلها في الانتخابات. وفي السياق، أشار المتحدث ذاته، إلى أن الجيش في تونس لا يملك سلطة الجيش في مصر، لأن تونس لطالما اعتمدت على الأمن التابع لوزارة الداخلية، مستغربا أن لا يثور الشعب والجيش على أنظمة استبدادية دامت سنوات من الزمن ويثور على أنظمة رسخت مبدأ التداول على الحكم، وأضاف أنه من حق المعارضة أن تقف ضد الحاكم ولكن يجب أن تحترم قرار الشعب الذي انتخبه، وحول ما إذا كانت النهضة قد فشلت في حل المسائل الأمنية والاقتصادية، قال إن التيار السلفي في تونس هو تيار وهابي متشدد مدعوم من السعودية التي تحاول تصدير نظامها الذي وصفه ب"الديكتاتوري" والذي منع المرأة حتى من قيادة السيارة إلى دول العالم العربي، محذرا من وجود حراك وهابي باسم السلفية تموله دول خليجية، مشيرا إلى حزب النور المصري السلفي الذي وقف مع الجيش ضد الإخوان. وفيما يتعلق بتراجع الإسلاميين، أوضح فراد، أن الإسلاميين في الجزائر فقدوا بريقهم، مرجعا السبب إلى أنهم اخطأوا فيما مضى عندما أعلنوا العنف باسم الإسلام، ما أدى إلى وجود تصور لدى الجزائريين في أن كل ما هو إسلامي له علاقة بالعنف والإرهاب، وأضاف بأنهم يملكون حظوظا في الوصول إلى الحكم في الجزائر ولكن ليس بقدر تونس ومصر.