كشفت صحيفة "ديلي تليغراف" في عددها الصادر أمس، أن مئات المنشقين الذين حملوا السلاح ضد نظام الرئيس بشار الأسد، بدأوا يعودون إلى صفوفه من خلال العفو الخاص، جراء شعورهم بالإحباط لعدم تحقيق أهداف "الثورة" وتغلغل المتطرفين وحتى عناصر من "القاعدة" في صفوفها. وقالت الصحيفة "إن أعدادا متزايدة من المنشقين السوريين يوقّعون على العفو الخاص الذي عرضه نظام بلادهم جراء شعورهم بأنهم يخسرون القتال بعد أكثر من عامين على اندلاعه، فيما بدأت أسرهم في الوقت نفسه بالعودة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة باعتبارها مكاناً أكثر أمناً للعيش مع استمرار النظام بحملته العسكرية المكثّفة ضد المناطق التي يسيطر عليها المتمردون"، مضيفة أن هذه الخطوة تُعد مؤشراً على الثقة المتزايدة للنظام السوري، والذي أسس وزارة جديدة اسمها "وزارة المصالحة" مهمتهما تسهيل عودة المنشقين إلى الجانب الحكومي. ونسبت الصحيفة إلى وزير المصالحة الوطنية السوري، علي حيدر، قوله "رسالتنا إلى المسلحين هي: إذا كنتم تريدون حقاً الدفاع الشعب السوري، تخلوا عن أسلحتكم ودافعوا عن سوريا بالطريقة الصحيحة ومن خلال الحوار"، مضيفا أنه "وضع برنامجاً يملي على مقاتلي المعارضة التخلي عن اسلحتهم مقابل منحهم عبوراً آمناً إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، وحضر مناسبة تمت خلالها إعادة ضم 180 من مقاتلي المعارضة إلى قوة الشرطة التابعة للحكومة التي كانوا انشقوا عنها". وفي الأثناء، أعلن البيت الأبيض أنه بات من الضروري على الولاياتالمتحدة وحلفائها تكثيف المساعدات للجيش الحر لمواجهة الهجوم الذي يشنه نظام الأسد على شعبه بدعم من إيران وحزب الله، وذلك بعد يوم من فتح الكونغرس الطريق أمام أوباما لتسليح المعارضة السورية. وقال جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض "ليس هناك أدنى شك بأن الأسد وبالدعم المقدم من حزب الله وإيران مستمر في شن هجوم وحشي على الشعب السوري، وبسبب هذا الدعم الذي يتلقاه من جهات سيئة في المنطقة، فإن الهجمات تكثفت، ولهذا فإنه من المهم جداً على الولاياتالمتحدة وحلفائها توفير المساعدة التي تحتاجها المعارضة السورية لتعزيز قوتها حتى تتمكن من الصمود في وجه قوات الأسد وحزب الله المدعومة من إيران". من ناحية أخرى، وصل خبراء من لجنة التحقيق الأممية بشأن استخدام أسلحة كيمياوية في سوريا إلى دمشق أمس، لإجراء محادثات مع المسؤولين السوريين والتحقيق في اتهامات متبادلة بين السلطة والمعارضة باستخدام أسلحة كيمياوية. وكان الخبيران الدوليان أكي سيلستروم وإنجيلا كاين -رئيسة مكتب الأممالمتحدة لشؤون نزع التسلح- قد وصلا إلى مطار بيروت قادمين من باريس، ثم وصلا إلى دمشق اليوم بطريق البر بين لبنان وسوريا. وتجري زيارة الفريق بناء على دعوة من الحكومة السورية وسيلتقي المسؤولان الدوليان بوزير الخارجية السوري وليد المعلم وبخبراء فنيين. وفي تطور آخر، دعا الائتلاف الوطني السوري المعارض في بيان لمحاكمة مسؤولي حزب الله اللبناني لمشاركة عناصر الحزب في القتال إلى جانب قوات النظام في سوريا، وذلك بعد إدراج الاتحاد الأوروبي الجناح العسكري للحزب على "لائحة الإرهاب". كما رحب الائتلاف بقرار الاتحاد الأوروبي إدراج الجناح العسكري للحزب على قائمة المنظمات الإرهابية، داعياً إلى محاكمة مسؤولي الحزب على "جرائم إرهاب" ارتكبوها في سوريا.