أفاد عبد الرزاق ڤسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين، أن الحكومة تراجعت عن تخصيص قطعة أرضية بمنطقة براقيبالجزائر العاصمة لبناء مقر دائم لجمعية العلماء المسلمين. وأوضح ڤسوم أنه يطلب منذ مدة لقاء مع الوزير الأول عبد المالك سلال لكنه لم يحصل على موعد إلى الآن بحجة أجندته الكثيفة. كشف عبد الرزاق ڤسوم ل"البلاد"، أنه تلقى ردا رسميا من مديرية أملاك الدولة، يفيد برفض تخصيص قطعة أرضية بمنطقة براقي لبناء مقر للجمعية، مشيرا إلى أن وزارة الفلاحة المالكة لهذه القطعة الأرضية ترفض التنازل عنها دون شرحها لأسباب ذلك، خاصة أن الجمعية تلقت وعودا منذ سنة بالحصول على تلك المساحة. وقال ڤسوم إن القطعة الأرضية مساحتها 15 ألف متر، وكانت الجمعية تنوي إقامة مجمع علمي وثقافي كبير عليها، حيث يتضمن مقرا للجمعية وجامعة ومصلى ومكتبة ومطبعة، وتلقت وعودا من كثير من المحسنين للمساعدة في رصد الميزانية اللازمة لذلك، حتى أنها باشرت تجسيد التصميم الهندسي لهذا المقر، لكنها فوجئت بالرد السلبي حول القطعة الأرضية. وفي نفس السياق، أوضح ڤسوم أن جمعية العلماء المسلمين بكل الزخم العلمي والتاريخي الذي تحمله، تبقى إلى اليوم دون مقر يليق بمقامها، وذلك تحت سمع وبصر الحكومة التي تعد في كل مرة بحل الإشكال لكن هذه الوعود لا تجد طريقها إلى التجسيد. واشتكى ڤسوم من وضع مزر تعيشه الجمعية جراء غياب ميزانية تحفظ ماء وجهها وتمكنها من أداء الدور المنوط بها في المجتمع. ومما يعتبره ڤسوم ظلما وإجحافا يقع على جمعية العلماء المسلمين، أن كبار المسؤولين في الدولة يماطلون في استقبال ممثليها بحجج واهية. وقال في هذا الصدد "طلبت منذ مدة لقاء مع الوزير الأول عبد المالك سلال، ولكن في كل مرة أفاجأ بتأجيل موعد اللقاء بحجة أن أجندة الوزير الأول لا تسمح في الوقت الراهن". وأضاف "لم أتمكن من لقاء سوى كاتبة الوزير الأول ووعدتني بترتيب موعد معه ولكن لاشيء من ذلك تحقق". واسترسل ڤسوم بنبرة متأسفة يقول "حتى وزير التعليم العالي يرفض استقبالي، فمنذ سنة من تقديم طلب للقائه لم أتلق ردا إلى الآن، وأنا في أمس الحاجة لتلك المقابلة حتى نعيد بعث نشاط جمعية العلماء المسلمين في الجامعة الجزائرية بما يسمح بنشر الفكر الوسطي المعتدل الذي تحمله، إلى جانب قضية معادلة الشهادات في الجامعات الإسلامية التي يشتكي منها الكثير من باحثينا الدارسين في الخارج". وتحدث ڤسوم عن وعود سابقة تلقاها من الوزير الأول السابق أحمد أويحيى لم تتجسد، وسرد في هذا الباب قصة لقائه مع أويحيى التي تثبت -حسبه- تغافل الدولة عن الجمعية وعن دورها، حيث قال "لما واجهت أويحيى بأن جمعية العلماء المسلمين لا تمتلك لا ميزانية ولا مقرا، وجدته متعجبا من كلامي، فما كان مني إلا أن تعجبت من تعجبه" وأضاف " ثم وعدني بحل هذا الإشكال، لكن أويحيى ذهب وذهبت وعوده معه". وبمقارنة ما تحصل عليه الزوايا في الجزائر من دعم هائل من الدولة وما لا تلاقيه حامية التراث الباديسي من صد، يتبين حسب ڤسوم الكيل بمكيالين الذي تتعامل به الدولة. وهنا يقول" لست ضد توجيه الدعم للزوايا فهم يستحقون ذلك، ولكني أدعو الدولة إلى أن تعامل الجميع بنفس القدر من الدعم والاهتمام دون تمييز بين طرف على حساب الآخر".