توجه الرئيس التونسي منصف المرزوقي بخطاب دعا فيه التونسيين وخاصة الطبقة السياسية إلى دعم الوحدة الوطنية، وتجاوز حالة الانقسام التي تميز المشهد السياسي الحالي، وذلك بعد فاجعة مقتل تسعة عناصر من الجيش في محمية جبل الشعانبي من محافظة القصرين على الحدود مع الجزائر. وقال المرزوقي إن الإرهابيين قد حققوا نصف هدفهم، بإدخال البلاد في انقسام غير مسبوق إلى فريقين، وتساءل الرئيس التونسي: هل نتركهم يحققون النصف الآخر؟. ونبه إلى أن الإرهاب زرع في تونس، وأن استئصاله عملية صعبة، مشيرا إلى أن البلاد أمام مصيبة جديدة لابد أن تواجهها الطبقة السياسية مجتمعة. كما بيّن المرزوقي أن الإرهابيين يستهدفون تونس في نمط عيشهم، وفي مسار الانتقال الديمقراطي وأيضا في إسلامهم، من إسلام معتدل ومتسامح إلى إسلام يدعو للفتنة والتطرف والإرهاب. وشدد على أن الوطن كله مهدد، إسلاميون وعلمانيون، وهو ما يفرض مواجهة شاملة تساهم فيها كل الأطراف، التي عليها أن تتجاوز خلافاتها من أجل دعم الوحدة الوطنية. وخاطب المرزوقي التونسيين بضرورة أن يدركوا جيدا أن البلاد تمر بفترة صعبة، وذكر بأن المجتمع التونسي مهدد بالانقسامات ليس فقط من الإرهاب، وإنما أيضا من الصراع السياسي الذي لا يراعي مصلحة الوطن وأمنه القومي. كما شدد المرزوقي على الوحدة الوطنية برغم وجود مآخذ على الحكومة وعلى طريقة التسيير، فلا يوجد من هو منزه من العيوب حسب قوله، داعيا الجميع، حكومة ومعارضة، إلى تفعيل الحوار الوطني لمعالجة خطر الإرهاب.