فندت الجزائر بشكل رسمي، غلقها للمعابر الحدودية مع تونس، على خلفية الأحداث التي يشهدها جبل الشعانبي، على الحدود الجزائرية، بعد ورود معلومات من وسائل إعلام تونسية تفيد بأنها قامت بغلق حدودها ليلة الخميس الماضي في إطار الإجراءات الأمنية المتخذة لحماية استقرارها وأمنها. وأوضح الناطق الرسمي باسم الخارجية عمار بلاني، أن الجزائر ليست بصدد اتخاذ أي قرار يتعلق بغلق الحدود مع تونس، مشيرا إلى أن المعلومات المتداولة مجرد إشاعات يروج لها صحفيون ومحللون أمنيون تونسيون لا أساس لها من الصحة. وفي السياق، انتقد بلاني، التصريحات التي نسبت إليه فيما يتعلق بموقف الجزائر مما تشهده تونس الشقيقة، مستنكرا ما تقوم به بعض الأطراف التونسية التي تروج لادعاءات غير مقبولة، وتحمل الجزائر مسؤولية الوضع الأمني غير المستقر الذي تشهده بلادها، مشددا على أن تونس تحتاج إلى الدعم في الوقت الحالي، ولهذا فإن البلدان يعملان على توحيد الجهود في سبيل القضاء على الإرهاب. وكانت وسائل إعلامية تونسية، قد نشرت معلومات تفيد بإقدام الجزائر على توقيف حركة العبور مع تونس على مستوى المعبر الحدودي السياحي "ملولة" التابع لمعتمدية طبرقة والمعبر التجاري "ببوش" التابع لمعتمدية عين دراهم، ليلة الخميس في إطار الإجراءات الأمنية المتخذة، كما تم تركيز دورية مراقبة فوق سطح مبنى بمعبر العيون. من جانب آخر، أفادت مصادر عسكرية تونسية، أن الجيش التونسي بدأ عمليات قصف جوي لمعاقل الإرهابيين المتحصنين في جبل الشعانبي، على الحدود الجزائرية، عقب وقوع مواجهات بين الطرفين، بعد محاصرة الجيش للجبل في محاولة للقضاء على الإرهابيين الذين قاموا باغتيال 8 جنود تونسيين والتنكيل بهم. شهد جبل الشعانبي بمنطقة القصرين اندلاع معارك طاحنة بين الجيش التونسي والمجموعة الإرهابية المتحصنة فيه منذ شهر ديسمبر 2012، حيث حاصرت وحدات الجيش المنطقة بحثا عن العناصر الإرهابية التي تسببت في مقتل الجنود الثمانية الأسبوع الماضي، حيث أوضح الناطق باسم الجيش التونسي توفيق رحموني، أن الاشتباكات بدأت في الساعة العاشرة من ليلة الخميس، قبل أن يتدعم الجيش بوحدات جوية وبرية فجر أمس الجمعة التي تمكنت من قصف مواقع في الجبل يشتبه في وجود الإرهابيين فيها، والمعروفة ب"بئر ولاد نصرالله"، و"رأس الثور"، كما مكنت العملية من تحديد 53 مخبأ سريا في الجبل عبارة عن كازمات يختبئ فيها الإرهابيون، اعتمادا على معلومات قدمتها الاستخبارات الجزائرية للطرف التونسي. وكانت وزارة الدفاع التونسية، قد أعلنت عن أن المجموعة الإرهابية المتحصنة في الشعانبي تقدر ب20 نفرا، مشيرا إلى أن الجيش وضع أمامه مهمة القضاء عليهم عن طريق تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق بمشاركة قوات الأمن الداخلي تهدف إلى تطهير جبال الشعانبى وذلك باستخدام وحدات عسكرية من المشاة مدعومة بتشكيلات من الهندسة العسكرية والقوات الخاصة ومشاة البحرية مع دعم ناري واستعلاماتي جوى بالطائرات المقاتلة والمروحيات، إلى جانب تنفيذ رمايات بالمدفعية الثقيلة، مشيرا إلى أن طوقا أمنيا قد فرض على كامل المنطقة مع القيام بعمليات تفتيش في القرى المجاورة ومداخل مدينة القصرين.