كشفت مصادر مطلعة ل ”الفجر”، أن وحدات تابعة للقوات الخاصة تنتمي للجيش الوطني الشعبي، قد انتشرت بكثافة، منذ أول أمس، واتخذت مواقع لها بعدة مناطق على طول المناطق الحدودية الشرقية مع تونس. كما شوهدت هذه الوحدات وهي تتنقل خلال الساعات الماضية بكامل عدتها القتالية مرفوقة بآليات عسكرية وهي متوجهة إلى الشريط الحدودي لكل من الولايات الحدودية بتبسة، سوق أهراس والطارف، والتي لا تزال تشهد توافد تعزيزات أخرى للقوات البرية لسلاح المشاة والدبابات، فيما شوهدت عدة طائرات حربية وأخرى عمودية تابعة للقوات الجوية الجزائرية في سماء ولايات الطارف، تبسة وسوق هراس حيث حلقت لساعات. وكشفت ذات المصادر، أن انتشار وحدات الجيش الوطني الشعبي على المناطق الحدودية الشرقيةالجزائريةالتونسية ليست عملية روتينية، بل جاءت بقرار من قيادة أركان الجيش الوطني الشعبي، بناء على أوامر صادرة عن رئاسة الجمهورية، تنفيذا لتفاهمات جرت منذ يومين مع الحكومية التونسية في إطار مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود. وقد سجّل منذ يومين، عقب اندلاع اشتباكات مسلحة مع مجموعة إرهابية مجهولة، قدرت مصادر أمنية تونسية عددها بقرابة 40 مسلحا، هاجموا مقرات تابعة لقوات الدرك والجيش التونسي قرب الحدود الجزائرية، بمنطقة جبيلة بولاية ”القصرين”، الملاصقة للحدود الجزائرية، من جهة ولاية تبسة. وذكرت مصادر متطابقة، بأن قوات الجيش الوطني الشعبي تقوم منذ الإثنين الأخير، وبالتعاون مع قوات الجيش والدرك التونسيين بتطويق المجموعة المسلحة بجبل ”الشعانبي”، في عملية مشتركة من جانبي الحدود عقب تقصي مصالح أمنية مختصة لمكالمات واتصالات هاتفية جرت بين عناصر المجموعة المسلحة، وأشخاص آخرين متمركزين بالمناطق الحدودية الجزائريةالتونسية. كما أفادت ذات المصادر أن مصالح الجيش التونسي عثرت على بطاقات هوية جزائرية وشرائح هواتف محمولة تونسية بمنطقة حدودية مع الجزائر. وكانت المجموعة المسلحة المحاصرة حاليا على الحدود الجزائريةالتونسية، قد اشتبكت أخيرا مع عناصر من حرس الحدود والجيش التونسيين، حيث أسفر الاشتباك عن مقتل عنصر من الجيش التونسي.