يعرف حي القصبة التاريخي هذه الأيام مع أواخر شهر رمضان الفضيل حالة إهمال وفوضى في ظل الغياب التام للصيانة الذي ترافقه جملة من الظواهر السيئة لاسيما انتشار النفايات في كل أرجاء البلدية، الأمر الذي لاقى استياء كبيرا لدى المواطنين لاسيما مواليد الجيل القديم ومن عاشوا الثورة التحريرية الذين اعتبروا الإهمال الحاصل في القصبة إهانة كبيرة للوطن لاسيما إذا ما ذكرنا بالزخم التاريخي الكبير الذي تحمله مدينة القصبة مختزلا فترة طويلة من الصراع من أجل التحرر من الاستعمار الفرنسي الغاشم. كما تعتبر القصبة معلما من المعالم التاريخية التي تربى في ربوعها خيرة رجال هذا الوطن إلا أنها اليوم تغرق في زخم كبير من الفوضى والأوساخ دون حسيب ولا رقيب ودون أي روح للمسؤولية من أجل الحفاظ على هذا الإرث التاريخي والحضاري وعليه بات من الضروري، يذكر أحد سكان العاصمة وهو في العقد الخامس من العمر، أن تتحمل الجهات الوصية مسؤولياتها، كما صار حريا بالمواطن كذلك أن يتحمل مسؤولياته ويقدر الإرث الذي بين يديه، في إشارة إلى السلوكات السيئة لبعض المواطنين في رمضان لاسيما رمي الأوساخ في غير الأماكن المخصصة لها، واصفا هذه الظاهرة بالمزرية وغير الحضارية شوهت وجه أزقة أعرق حي بالعاصمة، ومطالبا بهبة جماعية من أجل حماية هذا الإرت التاريخي من الاندثار، مؤكدا على ضرورية أخذ الموضوع بجدية ومسؤولية وتنظيف كل الأماكن من أجل حفظ القصبة للأجيال القادمة. وفي هذا السياق تفيد مصادر "البلاد" بأن الوضع الذي آلت إليه القصبة حرك حفيظة مجاهدين ومجاهدات على رأسهم المجاهدة جميلة بوحيرد التي دعت إلى ضرورة الحفاظ على حي القصبة لأنه يختزل رسالة وطن وتاريخ رجال ولا يجوز أن نفرط فيه بهذه البساطة، داعية إلى تنظيف القصبة وإعطائها اهتماما أكبر. وشاركت المجاهدة بوحيرد في تنظيف أزقة القصبة في رسالة قوية للمسؤولين على أهمية هذا المعلم التاريخي وضرورة الحفاظ عليه.