كثفت أمس، المجموعة الإقليمية لحرس السواحل، عملية البحث عن صياد فقد خلال مطاردة بحرية لعناصر شبكة دولية لتهريب المرجان كانت على متن قارب تقليدي الصنع على بعد 15 ميلا شمال شرق رأس الحمراء. وذكرت مصادر مأذونة، أن قوات البحرية التابعة للمجموعة الإقليمية لحراس السواحل بعنابة بالتنسيق مع فرقة من الغطاسين من مديرية الحماية المدنية، عززت وسائل البحث عن صياد ينحدر من حي سيدي سالم الشعبي، كان قد أقدم على الإلقاء بنفسه في عرض البحر، هروبا من وحدات البحرية أثناء قيامها بمطاردة للقارب في عرض المياه الإقليمية بسواحل عنابة. وحسب المعطيات الأولية التي تحصلت عليها "البلاد"، فإن الشاب "خيرالدين. س" يبلغ من العمر 26 سنة كان على متن قارب الصيد في ساعة مبكرة من فجر الجمعة الماضي، تزامنا مع ثاني أيام عيد الفطر المبارك، وقد كان برفقة فوج من الصيادين على متن زورق ثان، حيث كانت هذه المجموعة بصدد صيد المرجان، لكن التفطن لتواجد وحدات حراس السواحل في دورية مراقبة روتينية جعل قائدي الزورقين يحاولان الفرار، الأمر الذي فتح باب الشبهات على مصراعيه لدى فرق البحرية التي شرعت في عملية مطاردة للقاربين، وقد تمكن قائد الزورق الأول من الفرار إلى وجهة مجهولة في عرض البحر تحت جنح الظلام الدامس، بينما تعرض الزورق الذي كان يقوده الشاب "خير الدين. م" إلى عطب ميكانيكي على مستوى المحرك، مما دفع بالضحية إلى الإلقاء بنفسه في عرض البحر هروبا من مطاردة عناصر البحرية. وأفادت مصادر الجريدة أن شركاء مفترضين تمكنوا من الفرار على متن قارب آخر نحو وجهة مجهولة يرجح أنهم بلغوا الأراضي الإيطالية وفقا للمصدر الأمني نفسه الذي كشف أن عدد هؤلاء يتجاوز 8 أفراد وينحدرون حسب المعطيات المتوفرة من أحياء شعبية وحضرية بولايتي عنابة والطارف. وقد فتحت المصالح الأمنية تحقيقات معمقة لفك طلاسم القضية، بينما هب عشرات من جيران الضحية المفقود ومواطني حي سيدي سالم الشعبي بعنابة، في رحلة بحث منفصلة لانتشال جثة خير الدين. وبالموازاة، تواصل عوامات مصالح حراس الشواطئ تمشيط الشريط الساحلي في حركة مكثفة بين أقصى نقطة بحرية حدودية مع المياه الإقليمية التونسية إلى شواطئ عنابة غربا، ومن حين لآخر تحلق جوا على نفس المحور طائرات الهيليكوبتر التابعة للدرك الوطني انطلاقا من مطار رابح بيطاط بعنابة مدعمة التمشيط الميداني بالتغطية الجوية خاصة في كشف الأدغال الغابية الساحلية والتضاريس الساحلية الوعرة. نفس العمليات تعززت على طول الشريط الحدودي 90 كلم من الشمال إلى الجنوب، أين توجد وحدات للجيش الوطني الشعبي سندا لها من قبل فرق مصالح حرس الحدود ودعم من مصالح الدرك الوطني عبر شبكات الطرق الحدودية إلى جانب التغطية الجوية بأكثر من 3 طلعات في اليوم. وحسب مصادر أمنية، فإن الأمر يتعلق بتنفيذ مخطط أمني إقليمي يستهدف في جزئه على الشريط الساحلي مكافحة الهجرة السرية وملاحقة ''الحراڤة'' عبر جميع الشواطئ ومراقبة بعض الزوارق الخشبية ومخازن دلاء المازوت على السواحل التي يستعملها ''الحراڤة''، إلى جانب مكافحة عصابات نهب وتهريب المرجان خاصة بعد توفر معلومات تفيد باستعانة بارونات المرجان بالغواصة المختصين من تونس.