عززت المصالح الأمنية المشتركة، ابتداء من بحر الأسبوع المنصرم، مراقبتها الميدانية على الشريطين الساحلي والبري بفرضها حملات تمشيطية مدعومة بالتغطية الجوية في سياق تنفيذ مخطط أمني إقليمي. وميدانيا تقوم وحدات المشاة للجيش الوطني الشعبي بتمشيط الوسط الغابي الساحلي على طول 95 كلم مع عمليات تفتيش لكل ما هو جانح وراس من المراكب والزوارق البحرية بالشواطئ الرملية والصخرية والخلجان البحرية والغابية، في حين تولت فرق من مصالح الدرك الوطني تأطير عمليات التمشيط من خلال انتشارها عبر شبكة الطرق الساحلية، وعلى نفس المحور. وفي عرض الساحل البحري تجوب عوامات مصالح حراس الشواطئ في حركة مكثفة بين أقصى نقطة بحرية حدودية مع المياه الإقليمية التونسية إلى شواطئ عنابة غربا، ومن حين لآخر تحلق جوا على نفس المحور طائرات الهيليكوبتر التابعة للدرك الوطني انطلاقا من مطار رابح بيطاط بعنابة مدعمة التمشيط الميداني بالتغطية الجوية خاصة في كشف الأدغال الغابية الساحلية والتضاريس الساحلية الوعرة. نفس العمليات تعززت على طول الشريط الحدودي 90 كلم من الشمال إلى الجنوب أين توجد وحدات للجيش الوطني الشعبي سندا لها من قبل فرق مصالح حرس الحدود ودعم من مصالح الدرك الوطني عبر شبكات الطرق الحدودية إلى جانب التغطية الجوية بأكثر من 3 طلعات في اليوم. وحسب مصادر أمنية، فإن الأمر يتعلق بتنفيذ مخطط أمني إقليمي بداية من بحر الأسبوع المنصرم يستهدف في جزئه على الشريط الساحلي مكافحة الهجرة السرية وملاحقة ''الحرافة'' عبر جميع الشواطئ ومراقبة بعض الزوارق الخشبية ومخازن دلاء المازوت على السواحل التي يستعملها ''الحرافة''، إلى جانب مكافحة عصابات نهب وتهريب المرجان خاصة بعد توفر معلومات تفيد باستعانة بارونات المرجان بالغواصة المختصين من تونس. وعلى الشريط الحدودي يهدف المخطط لمحاربة التهريب الحدودي بعد تطور نشاطه مؤخرا إلى استقدام السلاح الناري وذخيرته الحربية بكميات مذهلة من تونس، حسب الحصيلة المرعبة للسنة الماضية وشهر جانفي الجاري، وقد أضحت تشكل خطرا أمنيا إثر مقايضته بكميات ضخمة من التبغ الخام من مادة المازوت تجاه الضفة التونسية عبر أكبر الأبواب الحدودية سليانة وقرون عائشة ببوحجار، الهناشير بعين الكرمة، حمام سيدي طراد بالزيتونة، ريحانة ومجودة ببلدية بوقوس، إلى جانب الحدود الغابية لبلديتي العيوم وأم الطبول الحدوديتين.