عوامات حراس الشواطئ تمشط أقصى نقطة بحرية مع المياه التونسية إلى الشواطئ الغربية عززت القوات البحرية منذ يومين، مراقبتها الميدانية على الشريط الساحلي بفرضها حملات تمشيطية مدعومة بالتغطية الجوية في سياق تنفيذ مخطط أمني إقليمي لوضع حد لنشاط شبكات الهجرة السرية التي تضاعف نشاطها أواخر رمضان. عمدت وحدات حراس السواحل التابعة لقوات البحرية إلى ضبط مخطط استعجالي يرمي إلى تشديد الرقابة على مستوى الشريط الساحلي الجزائري عشية عيد الفطر المبارك، تحسبا لأي حركة لنشاط "الحراڤة" في هذه الفترة، لأن ظاهرة الهجرة بطريقة غير شرعية على متن قوارب الموت إلى الضفة الأخرى من المتوسط كانت مرشحة للتصاعد في النصف الثاني من شهر الصيام، خاصة بسواحل عنابة والقالة بالجهة الشرقية، أو بشواطئ وهران ومستغانم بالغرب الجزائري، بحكم أن منظمي رحلات "الحرڤة" تعودوا على استغلال موعد الإفطار للانطلاق في مغامراتهم البحرية غير محمودة العواقب، على أمل تفادي مطاردة وحدات البحرية، لكن الجهات المعنية اتخذت جملة من التدابير الميدانية لردع هذه الظاهرة، وذلك بتشديد المراقبة على مستوى كامل الشريط الساحلي. ولوحظ في عرض الساحل البحري عوامات مصالح حراس الشواطئ تجوب في حركة مكثفة بين أقصى نقطة بحرية حدودية مع المياه الإقليمية التونسية إلى شواطئ ولاية جيجل غربا، ومن حين لآخر تحلق جوا على نفس المحور طائرات الهيليكوبتر التابعة للدرك الوطني انطلاقا من مطار رابح بيطاط بعنابة مدعمة التمشيط الميداني بالتغطية الجوية خاصة في كشف الأدغال الغابية الساحلية والتضاريس الساحلية الوعرة في مخطط يستهدف إحباط أي محاولة تسلل شبكات تهجير الشباب إلى عرض البحر باعتبار أن هذه الشبكات تعتمد على استقرار الظروف المناخية التي تميز البحر في الفترة الأخيرة، وتحاول التملص من قبضة وحدات حرس السواحل أثناء الأوقات التي تراها مناسبة لتنفيذ رحلاتها. وقد شددت مصادر مأذونة من القوات البحرية على النظام الرقابي الخاص الذي فرضته مصالح حرس السواحل على مستوى جميع النقاط والمنافذ البحرية خلال رمضان الجاري، وذلك تحسبا لاستغلال هذه الفترة من قبل شبكات "الحراڤة" لتنفيذ رحلاتها نحو الضفة الأخرى، خاصة في الأوقات التي يستغلها "الحراڤة"، حيث أوضحت نفس الجهات بأننا ''نضطر إلى التفكير بنفس المنطق الذي تفكر فيه هذه الشبكات حتى نستطيع إفشال مخططاتها''، مضيفة بأن أعوان حرس السواحل يتناولون وجبة الإفطار في عرض البحر أثناء دوريات مسح الجهات الداخلة في نطاق اختصاصهم. ومن المقرر أن يتم مضاعفة هذا الطوق الرقابي الذي تم رفعه إلى الحدود القصوى أثناء أيام العيد، باعتبار أن هذه المناسبة هي الموعد المفضل لدى بعض الشبكات للقيام بمغامراتهم البحرية على متن قوارب الموت، بدليل التجارب المأساوية التي تم تسجيلها في الأعوام السابقة، التي أظهرت ترصد شبكات الهجرة السرية لهذه الفترة من أجل تجسيد مخططاتها. وحسب مصادر أمنية، فإن الأمر يتعلق بتنفيذ مخطط أمني إقليمي يستهدف في جزئه على الشريط الساحلي مكافحة الهجرة السرية وملاحقة ''الحراڤة'' عبر جميع الشواطئ ومراقبة بعض الزوارق الخشبية ومخازن دلاء المازوت على السواحل التي يستعملها ''الحراڤة''، إلى جانب مكافحة عصابات نهب وتهريب المرجان خاصة بالشواطئ الشرقية بعد توفر معلومات تفيد باستعانة بارونات المرجان بالغواصة المختصين من تونس. وعلى الشريط الحدودي يهدف المخطط إلى محاربة التهريب الحدودي بعد تطور نشاطه مؤخرا إلى استقدام السلاح الناري وذخيرته الحربية بكميات مذهلة من تونس.