أبدى نجل الفنان الراحل "كاتشو"، سيف الدين ناصر، استياءه مما وصفه بتجاهل ولاية باتنة لعطاءات والده للتراث الشاوي، مؤكدا في حديث ل"البلاد"، أن عائلته لم تتلق يوما أي دعوة لتكريم أو إحياء لذكرى وفاته، في الوقت الذي لاتزال أغانيه تغرق السوق ولم ينساه جمهوره. وقال نجل الفنان إن والده كان دائما يوصي أولاده بالتمسك بالدين، والصلاة، مشيرا إلى أنه كان يفضل ألا يلج أبناءه المجال الفني. وعن أصدقاء الراحل من الوسط، قال محدثنا إن هناك بعض مقربيه الذين لم يقطعوا الاتصال بعائلته، في حين لم يتذكره أحد من الفنانين في ذكرى رحيله الرابعة. وأوضح سيف الدين ناصري الذي يطمح للالتحاق بأندية كرة القدم العالمية، أن والده كان ينوي الاعتزال حتى أنه اتخذ هذا القرار بالفعل، ولكن زوجته هي من أقنعته رفقة أصدقاءه في الفن، بالعودة للعطاء في مجال الأغنية "الشاوية"، حيث إنه عاد للمجال عازما على الالتزام وحريصا على أداء الكلام "النظيف". ومرت أمس، الذكرى الرابعة لرحيل لأحد أعمدة الفن الجزائري الأصيل علي ناصري الشهير في الوسط الفني ب"كاتشو"، الذي قدم للأغنية "الشاوية" الكثير من "الإبداعات الموسيقية"، ونجح في فك الحصار محليا عنها، من خلال إيصالها إلى كل أرجاء الوطن. ورحل الفنان عن عمر يناهز 45 سنة في حادث مرور مأساوي تاركا خلفه رصيدا فنيا يدرس للأجيال. من ناحية أخرى، اشتهر "كاتشو" بأسلوبه الغنائي الذي يمزج بين "السطايفي" و"الشاوي"، مما قربه من كل الجزائريين بلا منازع. وصدر ألبومه الأول "بابور يروح" سنة 1987 ثم "نوارة" الذي حقق نجاحا كبيرا على مستوى الجزائر. وكتب الشاعر عز الدين ميهوبي مرة عبر موقع الخاص "يعتقد كثير من الناس أننا شقيقان، هكذا قال لي ذات مرة، فملامحنا تتشابه، وبشرتنا القمحية متقاربة، ولنا ذات القامة، ونلتقي باستمرار.. كان صديقا عزيزا، لا يمرّ أسبوع إلا ويتّصل بي، أو أتصل به، أسأله عن أحواله وجديده في الفن، ويسألني عن صحّتي وجديدي في الكتابة، والأمر ليس غريبا فقد عشنا في حيّ واحد، وجمعتنا طفولة واحدة، وتواصلنا في فضاءات مختلفة، لكنني كنت أرى فيه ذلك الطفل القادر على النجاح، والذهاب بعيدا بالأغنية الشاوية في زخم التنافس الكبير بين عشرات الطبوع والإيقاعات.. ومرّة قال لي بعد حفل أجراه تحت رذاذ المطر بسطيف.. أريد أن يصل صوتي خارج الوطن، فبدأت اتصالات ببعض من أعرف في مهرجانات فنية، ولكن للأسف لم يتحقق هذا الحلم، لأن الموت كان أسبق". وأوضح ميهوبي أيضا "وتبقى فترة الحجّ هي التي كشفت للجميع عن معدن كاتشو، المؤمن، الطيب، المتخلق، الصبور، المحبّ للناس.. وحين بلغني خبر موته المفجع بكيت، لأنّ أخًا لي رحل، دون أن أكلّمه في جديد السياسة، وكنت أنتظره بعد يومين في مكتبي".