في تطور لافت يعكس مدى تصاعد منسوب أزمة الوقود في المغرب ,قررت الجامعة الوطنية لتجار وأرباب محطات الوقود "الدخول في إضراب وطني جديد لمدة 72 ساعة لأيام 27 ,28و 29 أوت الجاري بعد الأول الذي خاضته يومي 18 و19 جويلية الماضي ,كما أعلنت الجامعة عن غلق محطات البنزين في مختلف المدن المغربية وخصوصا الواقعة في الضفة الشرقية بحكم موقعها الجغرافي الاستراتيجي في الفضاء المتوسطي وقربها من الجزائر وأوروبا ,منذرة بذلك بتصاعد وتيرة أزمة الوقود التي باتت تعدد المغاربة على حين غفلة ,في حين أعلنت فيه الجامعة أن الحكومة المغربية رفضت إرساء آليات الحوار معها بحجة أنها تفكر في خلق توازن وطني وأنها لا تملك الحلول الممكنة حاليا للتجاوب مع نداء الإضراب المقرر في الأيام المحددة من قبل أرباب محطات الوقود الذي ارتبط نشاطهم النفطي لأزيد من عقدين بالوقود المعرب من التراب الجزائري . ويأتي إعلان الجامعة في سياق تراكمت فيه عدد من المشاكل الاجتماعية كفسخ عقود تسيير عديد من المحطات التي قررت الغلق المؤقت لعجزها عن مسايرة الطلب المتزايد على المواد النفطية وصعوبة الحصول على كميات إضافية في ظل أزمة وقود حقيقية لم تغفلها الجامعة في تقريرها الذي أبانته صحيفة "العلم "المغربية قي عددها الصادر يوم الخمس الماضي ,كما جاء بيان الجامعة في وقت تراكمت فيه الديون والضرائب ومشاكل صرف الأجور ,ووصفت الجامعة في بيانها الوضعية بالصعبة التي تعرفها الحواضر الشرقية والغربية للمغرب ومعها مدن وقرى سياحية ,بفعل عدم كفاية مخزون الوقود وكثرة الطلب الذي يترجمه عشرات العربات في طوابير طويلة تنتظر لساعات طوال للحصول على التزود من الوقود الوطني بعد أن جفت منابع التهريب منذ قرابة 45 يوما ,عبر الحدود الجزائرية المغربية وبالتحديد مركز الحدود المسمى "زوج بغال" الفاصل بين الجزائر والمغرب . وأشار بيان الجامعة إلى أن عديد المستخدمين اضطروا إلى تعليق لافتات بمداخلها تفيد نفاذ المخزون تفاديا للدخول في مناوشات مع السائقين المتلهفين للحصول على كميات اضافية من المازوت والديزل بعد أن استعصى عليهم التزود كالعادة من نقط بيع الوقود المهرب التي اختفت تدريجيا بعد تدابير على مئات سيارات "الحلابة" . ولم يخف تجار وارتاب محطات الوقود غضبهم حيال فشل التدابير التي أعلنت عنها السلطات المغربية ,قبل أيام لتامين تزويد السوق المحلي بحاجياته من الوقود الوطني في مواجهة أثار الأزمة الخانقة التي ستكون لها حتما تبعات اجتماعية و اقتصادية ملموسة و خاصة أن قطاعات أخرى ظلت رهينة للوقود المهرب ستتضرر بدورها و خاصة قطاع النقل وسيارات الأجرة والفلاحة التي ظلت تتزود من الوقود الوارد من وراء الحدود . فيما علقت بعض المواقع الإعلامية الالكترونية كما هو الحال "هسبريس" على الإضراب المقرر من قبل الجامعة أيام 27 28 و29 أوت الجاري أن مثل تلك القرارات الغاضبة ,من شأنها تدشين موسم اجتماعي مليئة بالإضرابات ابتداء من سبتمبر القادم في ظل تصاعد موجة الاحتجاجات بالمناطق الحدودية على سبيل المثال وبروز بؤر توتر في المدن الكبيرة ضد خناق السلطات الجزائرية لنشاط التهريب ,أمام تزايد أصوات المغاربة مطالبة ببدائل لضمان دخل قار لممتهني التهريب المعيشي الذي يمتص شريحة واسعة من العاطلين على مستوى الشريط الحدودي المغربي الجزائري .