قال الفنان اللبناني وائل جسار خلال ندوة نظمت بسطيف سهرة أول أمس على هامس مهرجان "جميلة" العربي، إن كان متخوفا من ولوجه مجال الغناء الديني وعدم قبول الجمهور له، غير أن "ألبومه" المعنون ب"نبينا الزين"، حقق نجاحا ملفتا، مما شجعه على التفكير في تقديم "ألبوم" ديني آخر، مضيفا "أحرص دائما على تقديم الأغنيات بعناية وأختارها بحرص شديد، خاصة في مواضيعها المنتقاة، وهذا ما أعطاني الكثيرة من الحماس للمواصلة في هذا الجانب". وأوضح جسار أيضا أن جمهوره صار يطالبه بمثل هذه النوعية من الأعمال، وحتى علماء الدين الذين أشادوا بتجربته وطالبوا منه الاستمرار كونه محبوبا لدى جماهير عريضة من الأمة الإسلامية. ويمكن لجسار، حسب هؤلاء، أن يتحول إلى داعية كبير عن طريق الفن. وأكد المتحدث أنه سيستمر في تقديم هذه الأعمال التي وصفها ب"الخالدة"، كونه ارتاح لها كثيرا، ولأنها تتعلق بوازع الأمة وثوابتها، مضيفا أن الأمة العربية بحاجة لهذا النوع من الغناء خاصة من طرف الفنانين أصحاب الشهرة العالمية "قصد إثبات هويتنا وتعريف العالم بالقيم التي يحملها هذا الدين من سماحة وسلام". كما كشف أنه بصدد وضع اللمسات الأخيرة لإصدار "ألبوم" ديني جديد سينزل بعد عيد الأضحى إلى الأسواق. وعلق الفنان وائل جسار على ما يجري في المنطقة العربية، فقال إن السياسة والفن لا يلتقيان أو يتفقان، والأكيد، رغم هذا، أن الفنان مع الشعب ودائما يجب أن يكون مساندا الشعب، لأن الشعوب هي التي تقرر في نهاية الأمر، وذلك شريطة أن يلعب دور الموجه والناصح والواضع والواقف إلى جانبها دوما، وهذا ليس إقحاما للفنان في السياسة ولكن الواقع يفرض عليه أن يكون طرفا له كلمته في الوقت الذي يتهرب السياسيون عن مسؤولياتهم والمواطن لم يجد وجهة يشتكي لها، وبالتالي أصبح الفنان متنفسا لهم. ويعتقد جسار أنه على الفنان أن يكون حذرا في إبداء مواقفه تجاه الأحداث وأحسن طريقة أن تكون بأسلوب غير مباشرة كالغناء مثلا. وتحدث جسار عن نظرته إلى واقع الفن في الجزائر، موضحا أن هذا البلد يحمل في جعبته أسماء كثيرة يمكن لها أن تصل إلى العالمية. وقال إن الوصول لذلك ليس لسهولة اللهجة أو نوعها أو مشربها؛ بل بالدعم الإعلامي المساند للفن الهادف، مؤكدا أنه لولا الإعلام ما وصل أحد إلى ما وصل إليه، بالإضافة إلى ضرورة تواجد شركات الإنتاج التي تدعم المواهب وتخرج الأصوات الجميلة لتصل للعالمية وعلى الفنان بدوره أن يقوم بدراسة عمله من الكلمة واللحن والتوزيع لتكون الأغنية راقية. من ناحية أخرى، أضاء النجم اللبناني وائل جسار بصوته المميز السهرة ما قبل الأخيرة لمهرجان "جميلة" العربي في دورته التاسعة، حيث غنى بتفاعل منقطع النظير مع جمهوره. وقدم الفنان العديد من الأغاني الطربية والرومانسية التي رحلت بالجميع إلى عالم آخر مليء بالمشاعر والأحاسيس، واستهل وصلته بأغنيته المشهورة "غريبة الناس" تلتها أغنية "موجوع" ثم "مشيت خلاص" التي تفاعل معها الجمهور كثيرا خصوصا لما نزل الفنان إليه، ثم أغنية "بدي شوفك كل يوم" و"أنا أقرب من شمسو"، بالإضافة إلى بعض الأغاني للراحلة وردة الجزائرية بعنوان "سلمولي عليه" و"لولا عيونك ماجينا"، وأغان طربية أخرى. واعتلت الركح في الشق الثاني من السهرة، فرقة "من عمق الصحراء الجزائرية قدمت رقصات صحرواية مع أنغام مصاحبة نالت استحسان الجمهور، حيث كسرت "روتين" الغناء اليومي، ليختتم السهرة النجم الجزائري جمال عروسي الذي قدم عدة أغان من مختلف الطبوع.