لا يخفى على أحد من المتجولين بشوارع وأحياء ولاية الأغواط ذلك الانتشار الفظيع للكلاب المتشردة التي أصبحت تهدد صحة وأمن المواطنين أكثر مما سبق خاصة بعد تسجيل حالات العض والإصابة بالفيروسات والالتهابات المختلفة التي فاقت 550 حالة عض منذ بداية السنة الجارية حسب تقرير مصلحة علم الأوبئة والطب الوقائي. واشتكى سكان دوائر الولاية من الانتشار المخيف للكلاب المتشردة، التي أحكمت سيطرتها على الشوارع بداية من منتصف الليل إلى غاية ساعات الصبح الأولى، وهو ما اضطر الكثير من المواطنين إلى البقاء في منازلهم وعدم التوجه إلى المساجد لأداء صلاة الصبح وما شابه ذلك من أمور استعجالية خلال الساعات الأخيرة من الليل. وأكد المواطنون المتصلون ب"البلاد" والقاطنون بأحياء مدينة الأغواط بالخصوص حي الواحات الشمالية والوئام والمصالحة والقواطين والمجاهدين، بما في ذلك سكان حي المعمورة ومختلف أحياء الجهة الجنوبية بالشطيط وحي الصادقية وقصر البزائم، أن الوضع أصبح لا يطاق مع استفحال ظاهرة الكلاب المتشردة التي باتت تهدد حياة الكثيرين، خاصة عمال الوحدات الإنتاجية التي تعمل بنظام الفرق والمناوبة وكذا رواد بيوت الله. والغريب حسب السكان، أن الحيوانات باتت تتجمع بالقرب من حاويات رمي الفضلات بأعداد كبيرة دون أن تتحرك المصالح المختصة لوضع برنامج للقضاء عليها، على غرار السنوات الماضية، بعدما تزايد عددها نتيجة الرمي العشوائي للفضلات التي تتأخر مصالح النظافة في نقلها لأسباب غير معروفة، وهو ما ساهم في تصاعد معدل العضات في أوساط المواطنين رغم علم المصالح المكلفة بخطورة الوضع الذي ترك مؤخرا سكان حي بوعامر الجديد بالمعمورة وقاطني تجزئة 108 قطع يخرجون عن صمتهم ويقومون بمراسلة رئيس بلدية الأغواط لتنبيهه إلى خطورة ما يجري على مستوى سفح كاف المعمورة "الظهراوي" الذي يربط الحيين، بعدما ازدادت مخاوف المواطنين من الهجمات المسعورة للكلاب الضالة وما أصبحت تسببه الظاهرة من إزعاج كبير خلال ساعات الليل، مطالبين بإجراءات وقائية سريعة للحد من تفاقم الظاهرة وردع بعض المراهقين الذين لا يترددون في تقديم العناية للكلاب المتشردة وبالتالي تشجيعها على البقاء والانتشار. كما أشار سكان مدينة حاسي الرمل الصناعية إلى أن الكلاب الضالة باتت تتجول بين العمارات والأحياء بكل حرية، مما زاد من مخاوفهم بعد تعرض بعض المواطنين ومنهم الأطفال خلال الفترة الأخيرة لهجمات مسعورة إنتهت أمام أقسام الاستعجالات. وهي الظاهرة المشينة التي يعاني منها سكان مدينة أفلو وقصر الحيران وحاسي الدلاعة والخنق وتاجموت ومختلف بلديات الولاية، الذين حذروا من مخاطر الحيوانات المتشردة وطالبوا بضرورة تنظيم حملات وقائية موسعة من إجل إبادتها بما يضمن توديع هاجس القلق والخوف في أوساط عامة سكان الولاية.