لا تزال الأوضاع الاجتماعية المزرية تحيط بسكان منطقة تيمياوين الحدودية مع مالي، التي تبعد ب150 كلم عن بلدية برج باجي مختار و950 كلم عن ولاية أدرار، حيث تشهد في الأيام الأخيرة انقطاعات متكررة للكهرباء زادت من تأزم الوضع في ظل ارتفاع الحرارة التي تفوق 50 درجة. دعا سكان تيمياوين المقدر عددهم بأزيد من 12 ألف نسمة الحكومة، إلى التدخل العاجل لانتشالهم من الوضعية الكارثية التي يتخبطون فيها منذ عشرات السنين والتي لا تزال مستمرة إلى غاية الآن، مطالبين بضرورة إيجاد حلول عاجلة لمشكل غياب الماء والكهرباء اللذين يعدان عنصران أساسيان للحياة. وأفادت مصادر من المنطقة، بأن المحطة الكهربائية التي يجري إنجازها في المنطقة انتهت بها الأشغال ولم يبق سوى تشغيلها، إلا أن هذه الخطوة تعطلت بحجة ما شهدته بلدية برج باجي مختار من أحداث دامية خلال الأيام الماضية، فيما ينتظر أن يتخلّص السكان من معاناتهم اليومية جراء الانقطاع المتكرر للكهرباء دون تدخل للمصالح المعنية، حيث إن تيمياوين هي المنطقة الوحيدة التي لا تصل إليها مصالح سونلغاز، حسب ذات المصادر، فيما يبقى مشكل المياه المشكل الرئيس، أين يضطر السكان إلى حفر الآبار لاستخراجها وهو ما يكلف طاقة معتبرة. ويعود مشكل الكهرباء في تيمياوين إلى سنوات الاستقلال، حيث كان السكان يتمتعون بهذه الطاقة لساعات قليلة، إلى غاية سنة 2010، أين تم حل المشكل عقب مظاهرات شهدتها البلدية، إلا أن سيناريو الانقطاعات ما لبث أن عاد ليؤرق يوميات السكان، ووصل الأمر إلى غاية انقطاع كلي لمدة شهرين تقريبا خلال رمضان وشوال في ظل ارتفاع رهيب لدرجات الحرارة، فيما كان من المقرر أن تنطلق المحطة الكهربائية بداية رمضان، كما تم تنظيم اجتماعات مع رئيس دائرة برج باجي مختار، إلا أنها لم تسفر عن حلول ناجعة، وبالرغم من الظروف السيئة التي تعيشها المنطقة، إلا أن السكان تمسكوا بالروح الوطنية ولم ينجروا وراء الأحداث التي شهدتها برج باجي مختار مؤخرا. وتشهد تيمياوين عدم وجود مرافق عامة أو ترفيهية، إلى جانب وجود مركز طبي به طبيب واحد فقط، إضافة إلى انعدام وجود شبكة للمياه والطرق، وكثرة البنايات الهشة التي تشكل 60 % من مجموع البنايات التي ساهمت الأمطار الأخيرة التي شهدتها المنطقة في تصدع العشرات منها.