رفضت لويزة حنون، الأمينة العامة لحزب العمال، أمس، التعليق على التغيير الحكومي الذي أجراه رئيس الجمهورية أواخر ماي المنصرم، برغم رحيل بعض الوزراء المتهمين من قبل حزبها بتصحير الاقتصاد الوطني، وبررت ذلك بعدم قدرة حزبها على فهم الأبعاد السياسية للقرار. وقالت حنون في تدخلها أمس خلال اجتماع المجلس المركزي للحزب بتعاضدية عمال البناء بزرالدة، ''لم نعلق على التعديل الحكومي''، لأن حزب العمال لم يفهم -حسب وصفها- السبب والاعتبارات التي دعت إليه، وتساءلت إن كان ذلك بهدف مكافحة الفساد أو لفشل السياسات الحكومية. وأشارت حنون إلى أن ''الحكومة لم تقدم لنا أي حصيلة عن عملها ولم نتمكن من تقييم ما تحقق''، مستدركة بالقول '' ماعندنا ما نقول''، لكنها أشارت إلى أن المعطيات تكشف أن بلادنا لا تزال تعمل وفق تفكير القطبية. من جهة أخرى، تحدثت أمينة حزب العمال في تدخلها عن غياب الرؤية والوضوح في اتخاذ القرار في جهات السلطة، مشيرة إلى أهمية مباشرة إصلاح سياسي عميق في بلادنا عبر إنشاء مجلس تأسيسي وحل البرلمان الحالي ووضع حد للقطبية القائمة في الدولة. واقترحت حنون في تدخلها إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في نوفمبر المقبل أو في فصل الشتاء القادم، لأن الوقت حان لقطيعة مع المؤسسات الانتقالية الموروثة من عهد الأزمة، حسب قولها. وبرأي زعيمة حزب العمال، فإن إطلاق مخطط تنموي بميزانية تقدر ب286 مليار دولار يحتاج إلى حل مؤسسات المرحلة الانتقالية المرتبطة بالأزمة والتي جاءت عن طريق التزوير وانتخاب مؤسسات جديدة تمثل مصالح الشعب وتدافع عن البرنامج التنموي الجديد. وهاجمت حنون بالمناسبة نتائج مجلس الشراكة الجزائري الأوروبي المنعقد منتصف هذا الشهر بلوغسمبرغ، مطالبة بالانسحاب من الاتفاق الذي لن يخدم إلا المنتجين الأوربيين. وقالت يجب أن نتحرر من اتفاقات الشراكة كما تحررنا من بنود اتفاقيات إيفيان التي تفرض شروطا غير مقبولة على الدولة الجزائرية. وبرأيها، فإن ما حصل عليه الجانب الجزائري في اجتماع 15 جوان الماضي غير كاف ومحتشم. وعبرت الأمينة العامة لحزب العمال عن دعم حزبها الكامل لإضراب عمال شركة ميتال ستيل، باعتباره إضرابا مشروعا، مؤكدة أنهم احترموا القوانين الجزائرية، منتقدة موقف إدارة الشركة التي لم تدفع ولا مليم لخزينة الدولة. ودعت حنون الحكومة إلى استرجاع المركب من الشريك الهندي ونفس الشيء لوحدات لافارج الفرنسية المالكة لبعض مصانع الاسمنت العمومية والتابعة سابقا لأوراسكوم للإنشاءات. ولم تغفل حنون الرياضة في تقريرها السياسي، منتقدة التغطية الإعلامية المكثفة لأخبار الفريق الوطني رغم إعلان دعمها لما يحققه الفريق الوطني من نتائج وما يرمز إليه. وأشارت حنون إلى أن أخبار الفريق غطت على أحداث أكثر أهمية منها إضراب عمال مصنع الحجار والاسمنت في المسيلة. وحذرت حنون من تحول كرة القدم إلى أداة لتخدير المجتمع وأضافت أن للرياضة مكانتها ولكن لا لتغييب السياسة.