أقدمت مئات العائلات في عدة بلديات بولاية الطارف على المبيت تحت شرفات العمارات المجاورة أو في مستودعات الشركات، ليلة الثلاثاء إلى الخميس، مخافة انهيار منازلها إثر تهاطل متواصل للأمطار. ويخشى هؤلاء السكان أن يستمر تشردهم في وقت يرتقب أن تسوء الأحوال الجوية أكثر خلال الأيام المقبلة. ومن بين هذه السكنات تلك المتواجدة بالحي الإداري ببلدية عاصمة الولاية وكذا في الذرعان وبوثلجة والبسباس. وأورد أحد سكان إحدى البنايات القديمة الذرعان أن الجدران تصدعت ومالت ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، منذرة ساكنيها بالانهيار القريب. وقد استعجل هؤلاء أبناءهم بالخروج إلى الشارع رغم تهاطل مستمر للأمطار. وقد أدى التساقط الغزير للأمطار على جزء من ولاية الطارف إلى غمر سيول الأمطار عشرين بناية ما بين مؤسسات خاصة وهياكل إدارية إلى جانب سكنات، حسب مصالح الحماية المدنية، وقد تدخل عناصر الحماية المدينة عشرين مرة وذلك لامتصاص مياه الأمطار التي غمرت ثانوية مرزوقي الشريف بعاصمة الولاية وكذا عديد الهيئات الإدارية الأخرى ومنها مدخل مقر الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وإجلاء العائلات التي غمرت السيول منازلها، يضيف المصدر، وأفادت مصالح الحماية المدنية كذلك أن تقلبات الطقس تسببت خلال ال24 ساعة الأخيرة في وقوع عدة حوادث مرور خلفت أكثر من 20 جريحا لحسن الحظ لا تدعو حالاتهم إلى القلق. من جهتها أوضحت محطة الأرصاد الجوية ببحيرة العصافير، أن أزيد من 34 ملم من مياه الأمطار تم تسجيلها خلال ال36 ساعة الماضية بهذه الولاية التي تواصل بها تساقط أمطار خفيفة إلى غاية ظهر اليوم وبولاية ڤالمة احتج سكان العمارات القديمة بحي المحطة للمطالبة بالترحيل الفوري بعد تردي وضعية العمارات التي يقولون إنها أصبحت معرضة للانهيار بفعل تآكل الأعمدة الخرسانية وخاصة الحاملة للشرفات، حيث تعرض حديد التسليح إلى ما يشبه التعرية وأصابه الصدأ وتساقطت الخرسانة التي كانت تدعمه على مدى سنوات طويلة. السكان المحتجون قالوا إنهم معرضون لخطر كبير وأنهم لم يعودوا قادرين على البقاء داخل العمارات التي توشك واجهتها الرئيسية على الانهيار، مناشدين مصالح السكن والعمران التدخل لإيجاد حلى نهائي لقضية ظلت عالقة على مدى سنوات طويلة لم يتوقف خلالها السكان عن التحرك والاحتجاج للمطالبة بالترحيل أو ترميم العمارات، إذا كان ذلك ممكنا من الناحية التقنية والعملية. وتعاني المدينة القديمة بڤالمة من قدم البنايات وتردي وضعيتها سواء تلك التابعة لملاك خواص أو تلك التابعة لملكية الدولة. ونظرا لارتفاع تكاليف الهدم والبناء من جديد، فإن الوضع يبقى على حاله بالنسبة للكثير من البناءات باستثناء بعض الخواص الذين تحملوا تكاليف الهدم وأقاموا بنايات جديدة وخاصة بشارع عنونة العتيق، حيث تتواجد العديد من البنايات القديمة التي أصبحت غير قادرة على الصمود لسنوات أخرى.