لجأت العديد من العائلات في العاصمة إلى المبيت تحت شرفات العمارات المجاورة أو في مستودعات الشركات، ليلة السبت إلى الأحد، مخافة انهيار منازلها إثر تهاطل متواصل للأمطار. يخشى هؤلاء السكان أن يستمر تشردهم في وقت يرتقب أن تسوء الأحوال الجوية أكثر خلال الأيام المقبلة. ومن بين هذه السكنات تلك المتواجدة في عمارة 5 شارع رابح ميدات بالقرب من شارع ديدوش مراد. وأورد أحد سكان العمارة أن الجدران تصدعت ومالت ليلة السبت إلى الأحد، منذرة ساكنيها بالانهيار القريب. وقد استعجل هؤلاء أبناءهم بالخروج إلى الشارع رغم تهاطل مستمر للأمطار. ''أفضل تحمل الأمطار على أن تنهار العمارة عليّ وعلى أفراد عائلتي'' حسب ما شدد عليه المتحدث. وأشار ساكن آخر إلى أن تصدع الجدران وميلان العمارة يعود إلى انزلاق الأرضية ''وهو أمر شعرنا به خلال الأسابيع الماضية التي شهدت خلالها العاصمة تساقطا للأمطار''. ولم يستبعد المتحدث أن يكون السبب الرئيسي في انزلاق الأرضية إلى أشغال تجديد القنوات الرئيسية لتوزيع غاز المدينة التي أجريت في شارع رابح ميدات خلال الصيف الماضي. وقد تم تبليغ السلطات المحلية بالوضع الأسبوع الماضي وسارعت فرق الحماية المدنية والمصالح التقنية لبلدية سيدي امحمد يوم الأربعاء الماضي لإجراء معاينة للعمارة وقد تم تسجيل خطر السكن فيها. وتأوي العمارة 7 عائلات لم تدرج ضمن قوائم المستفيدين من السكنات الاجتماعية، كما كان عليه الحال لمن هم أسعد حظا من ساكني العمارة الذين استفادوا من منازل جديدة تم ترحيلهم إليها. وقد رفض هؤلاء السكان دعوة رئيس البلدية لترحيلهم إلى شاليات من باب أنهم أحق بسكنات اجتماعية ما دام أن ملفاتهم قد أودعت منذ سنوات لدى مصالح البلدية. رفض الانتقال إلى الشاليات، أبداه أيضا سكان العمارة التي انهار جزء منها الأسبوع الماضي والمتواجدة في حي نصيرة نونو وكانت نتيجة هذا الانهيار وفاة امرأة. وشدد أفراد 7 عائلات بالعمارة على أن يتمسكوا بوثيقة رسمية يعلن عبرها رئيس بلدية سيدي امحمد بترحيلهم إلى سكنات اجتماعية وفق ما تعهّد به شفهيا ليلة الحادثة. ''الثقة في الوثيقة'' حسب ما عبر عنه أحدهم الذي اعتبر وعد رئيس البلدية مشكوك فيه. موضحا أنه تراجع في الأخير ليعرض عليهم الترحيل إلى شاليات. وقال ''عليه أن يتحمل مسؤوليته كون استمرار تدهور حال العمارة في ظل تساقط الأمطار يعود في الأساس إلى أشغال قام بها مقاول بمحاذاة المبنى، فنحن في جميع الأحوال هالكون إذا استمر الوضع على حاله وذلك إما أن نلقى حتفنا بانهيار منازلنا أو دخول المستشفيات أو المبيت في العراء في جو ممطر وبارد''.