الهامل يلمح إلى انشغال الجزائر بعدم تعاون بعض الدول في توقيف مطلوبين رئيسة الأنتربول: دول غرب إفريقيا أصبحت منتجة للمخدرات أمين عام الأنتربول: الجزائر من بين أكثر الدول المساهمة في تبادل المعلومات انطلقت أمس بمركز المؤتمرات محمد بن أحمد بوهران، فعاليات المؤتمر الجهوي الإفريقي ال 22 لمنظمة الشرطة الجنائية الدولية الأنتربول، حيث أشرفت رئيسة المنظمة "ميراي باليستازي" رفقة الأمين العام للمنظمة "رونالد روبن"، حيث طغت اهتمامات التهديدات الأمنية وانتشار السلاح في الساحل الإفريقي وانتشار المخدرات، خاصة في دول غرب إفريقيا على أول أيام المؤتمر، فيما غاب ظل "شكيب خليل" عن أجندة الدورة، على عكس التوقعات التي كانت تنتظر تناول الملف وإبداء الأنتربول موقفه من مذكرة التوقيف التي أصدرتها العدالة الجزائرية في حق وزير الطاقة السابق "شكيب خليل" رفقة أفراد من عائلته، وهي المذكرة التي لا تزال لم تصدرها المنظمة الدولية لحد الآن، عدا تلميحات ورسائل مشفرة بعث بها المدير العام للأمن الوطني اللواء "عبد الغني الهامل" في كلمته عندما شدد على أن الجزائر حريصة ولا تدخر جهدا في تنفيذ كل القرارات التي تصدر عن الأنتربول في توقيف مطلوبين، ما فهم منه إشارة إلى شكيب خليل وعبد المؤمن خليفة الذي رفضت بريطانيا تسليمه، وكذلك رفض الولاياتالمتحدةالأمريكية تسليم مطلوبين. وافتتحت رئيسة الأنتربول "ميراي باليستازي" مراسيم المؤتمر بكلمة ألقتها، حيث نوهت بالجهود المبذولة من طرف الشرطة الجزائرية، معتبرة أن احتلال الشرطة الجزائرية للمرتبة الخامسة من بين 190 دولة عضوة حسب تصنيف الأنتربول دليل على تعاونها وأهميتها. كما اعتبرت أن هذا المؤتمر ال 22 هو من أنجح المؤتمرات منذ عام 1962 بسبب الحضور والمشاركة المعتبرة من طرف الدول الأعضاء. وقالت المتحدثة إن جهود المنظمة الدولية تنصب حاليا أكثر على محاربة الانتشار الكبير للسلاح في الساحل الإفريقي عقب سقوط الرئيس الليبي معمر القذافي ومكافحة تهريب المخدرات، خاصة بالدول الغربية من القارة الإفريقية، والتي قالت إنها تحولت إلى منطقة منتجة للمخدرات بمختلف أنواعها. وأعلنت "ميراي باليستازي" أن المنظمة ستشهد تطويرا في أساليب واستراتيجيات محاربة تلك الجرائم، حيث سيتدعم الجهاز منذ العام 2014 بتقنيات وأجهزة جديدة لمحاربة الجريمة المنظمة والعابرة للقارات بمختلف حدودها. وقالت رئيسة المنظمة بأن المؤتمر سيناقش إلى غاية يوم الخميس المقبل مواضيع حساسة، وذلك في جلسات مغلقة، سيتم خلالها التطرق لانتشار الأسلحة في شمال إفريقيا وتنامي نشاطات الجماعات الإرهابية، وسيبحث مسؤولو أجهزة الشرطة والممثلين ل 53 دولة إفريقية بناء استراتيجية جديدة مع بداية العام القادم وفقا للتطورات الأمنية بالمنطقة تمتد إلى غاية 2016. وختمت رئيسة الأنتربول كلمتها بشكر الجزائر والتنويه باستضافتها لهذا المؤتمر الجهوي. وتلت كلمة "ميراي باليستازي" أخرى للمدير العام للأمن الوطني اللواء "عبد الغني الهامل" والتي شدد فيها على حرص الجزائر على التعاون مع المنظمة عدم ادخارها جهدا لتنفيذ مختلف القرارات التي تصدرها قائلا: "إن الجزائر حريصة جدا على المساهمة في الجهود الأمنية في مجال التعاون الأمني ولا تدخر أي جهد في تنفيذ كل القرارات الصادرة في هذا الإطار"، وهو ما فهم منه بأنه رسالة من طرف المدير العام للأمن إلى الأنتربول للتعاون من أجل إصدار مذكرة توقيف دولية في حق وزير الطاقة السابق، وأن الجزائر بقدر حرصها على التعاون مع المنظمة، إلا أنها تأمل في القدر نفسه من التعاون من طرف باقي الدول الأعضاء، مثل بريطانيا التي رفضت تسليم المطلوب "عبد المؤمن خليفة"، والولاياتالمتحدةالأمريكية التي ترفض أيضا تسليم العديد من المطلوبين متواجدين على أراضيها، من بينهم القيادي في الجبهة الإسلامية للإنقاذ "أنور هدام"، ووزير الطاقة السابق "شكيب خليل" الذي أصدر القضاء الجزائري مذكرة لتوقيفه رفقة أفراد من عائلته، وهي المذكرة التي لم تعلن عنها مذكرة الأنتربول في نشرياتها لحد الآن لأسباب مجهولة كان ينتظر الكشف عنها خلال هذا المؤتمر الذي طغت عليه اهتمامات الإرهاب وانتشار السلاح وتهريب المخدرات. وشدد اللواء "عبد الغني الهامل" في كلمة ألقاها على مسؤولي الأجهزة الأمنية لنحو 53 دولة مشاركة في فعاليات هذا المؤتمر الجهوي على ضرورة إرساء أسس مشتركة وآليات فعالة وميدانية من شأنها أن تكون وسيلة لإنفاذ القانون بالدول الإفريقية، مؤكدا أن احتضان الجزائر لهذه الدورة دليل على مدى اهتمامها بمجال تعزيز سبل التعاون بين أجهزة الشرطة في العالم لتوحيد الرؤى لمحاربة مختلف أشكال الإجرام. كما أبرز المتحدث أهمية تغيير الأجهزة الأمنية لاستراتيجياتها الأمنية وفقا للتطورات التي تطرأ على الجريمة المنظمة والعابرة للأوطان. وأعرب "الهامل" عن أمله في أن يسفر المؤتمر عن تبادل للخبرات بين أجهزة الأمن الإفريقية لمحاربة تجارة الأسلحة والمخدرات. ولم يختلف الأمين العام للأنتربول في كلمته عن رئيسته في المنظمة في التنويه وتثمين جهود الجزائر المبذولة في التعاون مع المنظمة وتبادل المعلومات بخصوص الشبكات الإجرامية المنظمة، حيث أعلن المتحدث أن بنك المعلومات الخاص بالمنظمة استعمل 5 ملايين مرة في مدة 3 سنوات فقط، وأن الجزائر تعتبر من أكثر الدول تعاونا في مجال تبادل المعلومات، وقال إن التطورات الحاصلة تفرض على جميع الأعضاء التعاون فيما بينها، وذلك لتكييف المنظمة وفق التطورات والتغييرات الحاصلة بخصوص الأنشطة الإجرامية المنظمة، مثل انتشار ظاهرة تهريب الأدوية والتي قال أمين عام الأنتربول إنها أصبحت تفرض تحديا جديدا على الجهاز الدولي.