تزكية بن صالح على رأس الأرندي يدخل ضمن أجندة الرئيس لإعادة ترتيب بيوت أحزاب السلطة يرى العديد من المتتبعين للشأن السياسي بالجزائر أن رياح التغيير الوزاري الأخيرة التي هبت على حكومة عبد المالك سلال سيكون لها تأثيرها القوي على بيت حزب التجمع الوطني الديمقراطي لكون "عاصفة" الرئيس مست وزراء من العيار الثقيل ممن كانوا يعتبرون من أبرز الأسماء المرشحة على الأقل بين المناضلين والوسط الإعلامي لتولي منصب الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي ثاني أحزاب السلطة. ويأتي على رأس هؤلاء الوزراء الذين لم يجدد الرئيس ثقته فيهم، وزير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة شريف رحماني وبلقاسم ملاح الوزير المنتدب لدى وزير الشبيبة والرياضة والذراع الأيمن لوزير التربية السابق بوبكر بن بوزيد أحد أقوى الأسماء التي كانت ومازالت مرشحة بقوة لخلافة أحمد أويحيى على هرم الأمانة العامة للأرندي رفقة الشريف رحماني طبعا ورئيس مجلس الأمة الحالي عبد القادر بن صالح الذي يشرف على تسيير أمور الحزب منذ مغادرة أويحيى كأمين عام بالنيابة. هذا وقد أكدت مصادر موقوقة ل"البلاد" أن الرجل الثاني للدولة بن صالح أصبح في أحسن رواق لتولي الأمانة العامة للحزب وفقا للمعطيات الحالية على مستوى صناعة القرار السياسي بالبلاد، إذ سيكون المرشح الوحيد للمنصب برغبة السلطات العليا للبلاد، وستتم تزكيته لخلافة أويحيى من طرف المؤتمرين في اليوم الأول من جلسات المؤتمر المقرر بتاريخ 27 ديسمبر الذي سيكون فيه أنصار الأمين العام السابق المستقيل أحمد أويحيى الأغلبية بالنظر إلى النتائج التي أفرزتها انتخابات المجالس الولائية التي جرت الأسبوع ما قبل الفارط، العامل الذي سيصب من دون شك في خانة بن صالح المحتفظ بعلاقة طيبة لحد الآن مع سي أحمد وأنصاره ويضعف من حظوظ تقويمية الأرندي في حالة ما إذا ركبت رأسها وأصرت على تقديم مرشحها لمنافسة بن صالح على منصب الأمانة العامة وبالتالي الخروج عن رغبة و طاعة السلطات العليا، وهو السيناريو المستبعد. وفهم من إقصاء الشريف رحماني ورجل ثقة بن بوزيد وبلقاسم ملاح من حكومة عبد المالك سلال 2، على أنه رسالة مباشرة من الرئيس للوزيرين السابقين رحماني وبن بوزيد بأنه لا يحبذ أن يكونا معنيين بخلافة أويحيى على هرم ثاني أحزاب السلطة التي شرعت في ترتيب بيوت أحزابها تحسبا لاستحقاقات 2014 كان آخرها التحالف الجديد المعلن بين جبهة التحرير وحزب تاج لزعيميهما عمار سعداني وعمار غول. ومعروف عن الشخصيتين أنهما محسوبتان على الرئيس بامتياز، مما يرشح بقوة فرضية رغبة بوتفليقة في تزكية رجاله الأوفياء دون غيرهم على رأس الأحزاب السياسية المساندة له تحسبا لموعد 2014 العامل الذي يصب في خانة عبد القادر بن صالح. للتذكير، ستعقد اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر الرابع للتجمع الوطني الديمقراطي اليوم الخميس بالجزائر العاصمة دورتها الثانية تخصص لدراسة ومناقشة لوائح لجانها الأربع وكذا التحضيرات الجارية لعقد الجمعيات العامة لمناضلي الحزب على مستوى البلديات والمؤتمرات الولائية والجهوية. وصرحت السيدة نوارة سعدية بأنه من المقرر أن يتم خلال هذه الدورة التي سيترأسها عبد القادر بن صالح الأمين العام بالنيابة للحزب الاستماع إلى تقرير نشاط اللجنة التي تم تشكيلها يوم 22 جوان الماضي وكذا مشاريع اللجان المتعلقة بلائحة تعديل القانون الأساسي للحزب واللائحة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، واللائحة السياسية، ولائحة البرنامج الخماسي للحزب.