احترام سيادة دول الجوار لا يعني عدم التدخل الدبلوماسية الجزائرية عاشت سباتا لسنوات، ولم تخدم مصلحة الوطن اعتبر الدبلوماسي السابق ووزير الاتصال الأسبق عبد العزيز رحابي، خطاب وزير الخارجية رمطان لعمامرة توجها جديدا للدبلوماسية الجزائرية التي ظلت غائبة لسنوات، مشيرا إلى أن تجسيد ما جاء فيه من حديث عن العلاقات التي تربط الجزائر بالدول بصورة واضحة وموقفها من القضايا الراهنة، إلى جانب رسم معالم السياسة الخارجية الجزائرية مستقبلا، يبقى مرهونا بمقدار الحرية التي سيتمتع بها رجل الدبلوماسية الأول، لأن الدبلوماسية ليست مجرد خطاب، وإنما هي مواقف واضحة وصارمة من مجمل ما يحدث في العالم وسعي إلى ربط علاقات ذات مستوى مع الدول الأخرى. واعتبر رحابي في اتصال ب«البلاد"، أن الدبلوماسية الجزائرية ظلت في سبات لسنوات طويلة بحجة احترام مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول واحترام سيادتها، مشيرا إلى أن عدم التدخل لا يعني الحيادية عما يحدث في دول العالم وعلى رأسها دول الجوار، مستدلا بعدم قيام الرئيس بوتفليقة لأي زيارة لمنطقة الساحل، كما أن وزير الخارجية السابق مراد مدلسي لم يقم بزيارة رسمية لأي دولة في المنطقة، مما أعطى صورة غير لائقة عن الدبلوماسية الخارجية، كما انتقد موقف الجزائر مما شهدته دول الجوار على غرار ليبيا، مالي وتونس، الذي نجم عنه تدهور العلاقات مع حكومات وشعوب هذه الدول، والدليل أن الشعب الليبي والمعارضة يشعران بالحقد تجاه الجزائر، متهمين إياها بالوقوف إلى جانب الزعيم معمر القذافي، كما أن الجزائر لم تقم بواجبها كما يجب تجاه أزمة مالي على غرار الدول الأخرى، كما لم تكن حاضرة أيام الثورة التونسية على نظام بن علي، موضحا بأن الأمور عندما تتعلق بالدول الحدودية، تفرض علينا التدخل في إطار معين لا يخرج عن القوانين والمبادئ الدستورية، لان الوجود والانتباه مطلوبان. وفي السياق، قال المتحدث ذاته، إن لعمامرة بحاجة إلى وقت ومساحة من الحرية ليتمكن من إعطاء نفس جديد للدبلوماسية، واصفا إياه بالرجل المناسب للمهام المنسوبة إليه، كما اعتبر أن توجهه يخدم مصلحة البلاد، وخطابه كان خطابا محترفا ذا توجه عام واضح الرؤية، قائلا بأن "لعمامرة أعاد مصطلح الدبلوماسية إلى وسائل الإعلام"، وبإمكانه تحقيق الكثير، إلا أن الأمور تبقى مرهونة بمدى التزام جميع هيئات ومؤسسات الدولة بذلك. وكان وزير الخارجية رمطان لعمامرة، قد تحدث عن إلزامية حضور الجزائر في منطقة الساحل، والحفاظ على علاقاتها مع الدول المجاورة مع التركيز على الحلول الإفريقية لمعالجة قضايا القارة السمراء، كما تطرق إلى علاقة الجزائر بتونس والمغرب، والثوابت الوطنية تجاه القضيتين الفلسطينية والصحراوية، وغيرها من الأمور التي تدخل ضمن السياسة الخارجية للبلاد.