توقعات بأن يُبقي الرئيس بوتفليقة على "السوسبانس" الرئاسي إلى آخر آجاله القانونية اختار علي بن فليس الفاتح من شهر نوفمبر المقبل تاريخا لإعلان ترشحه لرئاسيات 2014، حسبما أكدت مصادر مقربة من المرشح السابق لرئاسيات 2004. ويبدو أن بن فليس اختار هذا التاريخ الرمزي من جهة للرد دون ضجيج على الذين انتقدوا إرجاء إعلانه الترشح للرئاسيات والذين دفعوا بالقراءات المختلفة لصمته الى أقصى حدود الممكنة للقراءة والتحليل في مختلف وسائل الإعلام الوطنية. كما يأتي برأي الملاحظين هذا الإعلان من جهة أخرى لرفض رئيس الحكومة الأسبق تفويت طابع الرمزية الوطنية في إعلانه الترشح للرئاسيات، خاصة وأن مختلف التواريخ الأخرى التي تأتي بعد الفاتح نوفمبر ستكون تواريخ عادية تفتقر للرمزية التاريخية أو الوطنية. وحسب المصادر نفسها، فإن هذا الإعلان المرتقب من علي بن فليس المنتقد لصيامه عن السياسة منذ 2004 تاريخ إعلانه الانسحاب من جبهة التحرير الوطني، سيكون في تجمع شعبي كبير بقاعة حرشة أو إحدى القاعات الأخرى الكبرى في العاصمة على غرار القاعة البيضاوية، بحضور حسب المصادر ذاتها شخصيات سياسية ورؤساء سابقين للحكومة وكبار الشخصيات الوطنية. ويرتقب أن يكون إعلان بن فليس الترشح لرئاسيات 2014 الورقة التي ستحرك للمياه السياسية الراكدة في الجزائر والباعث من جديد للسباق الرئاسي الذي يكاد لا يُسمع له ركزا في الساحة الوطنية بسبب إحجام المرشحين المفترضين ومنهم بن فليس عن إعلان موقفهم من هذا الاستحقاق، باستثناء بن بيتور الذي أعلن رسميا نيته عن الترشح في انتظار استدعاء الهيئة الناخبة خلافا لبن فليس الذي فضل الصمت تاركا لمقربيه الحديث عن ترشحه وأبرزهم الوزير السابق عبد العزيز رحابي الذي جزم بترشح بن فليس وكان هذا بعد أول خرجة لهذا الأخير بمناسبة تأبينية الراحل بن تومي. ويرى مراقبون أن إعلان بن فليس الترشح قد يدفع غيره من زعماء الأحزاب والشخصيات للإعلان عن مواقفهم من الرئاسيات، غير أن ذلك لن يكون كافيا للقضاء على "السوسبانس" الرئاسي في الجزائر، حيث يُتوقع، حسب الملاحظين، أن يُرجئ الرئيس بوتفليقة الإعلان عن موقفه إلى غاية الأيام الأخيرة التي تسبق بداية الآجال القانونية لاستدعاء الهياة الناخبة، وهو ما من شأنه أن يُبقي على "السوسبانس" الرئاسي الى لحظاته الأخيرة.