بلغت أسعار المواشي مستوى قياسيا بولاية وهران مع بداية العد التنازلي لعيد الأضحى المبارك، حيث أصبح سعر الأضحية لا يقل عن 40 ألف دينار، وذلك رغم وفرة رؤوس المواشي والتي قدرتها مديرية الفلاحة ب 157 ألف رأس ماشية متوفرا حاليا بالولاية، حيث أكد بعض الموالين أن أسعار المواشي لا تزال كما هي وأن المضاربين والذين يسمونهم ب "المعاودية"، أو السماسرة هم الذين ألهبوا أسعار المواشي. في حين برر بعض الموالين الآخرين ارتفاع الأسعار بغلاء غذاء المواشي وارتفاع تكاليف المتابعة البيطرية لها. وقد دفع ارتفاع أسعار أضاحي العيد بوهران، مواطني الولاية للتنقل إلى ولايات مجاورة بحثا عن أضحية مناسبة وبسعر مناسب. في حين اكتفى آخرون باقتنائها من القرى والأرياف المحيطة. وقد أكدت مديرية الفلاحة على وفرة رؤوس المواشي بالولاية وبلغت 157 ألف رأس متواجدة حاليا بوهران، 70 بالمائة منها قادمة من الولايات المجاورة والجنوبية. وقد انتشرت العديد من نقاط بيع المواشي في الولاية بشكل كبير وتركت آراء المواطنين انطباعا بأن اقتناء أضحية مناسبة وبسعر معقول لم يعد في متناول الجميع بسبب الغلاء الذي شهدته الماشية مقارنة بالسنة الماضية، حيث بلغ الفارق 5 آلاف دينار، وازدادت الأسعار التهابا في الأسبوع الأخير قبل عيد الأضحى. وبرر العديد من الموالين الارتفاع المحسوس لأسعار المواشي بالمضاربة والوسطاء الذين يشترون الأضاحي بأسعار مناسبة من القرى والأرياف ثم يقومون ببيعها لسكان مدينة وهران بأسعار خيالية، حيث أكد هؤلاء أن أسعار المواشي لا تزال كما هي وإن كانت قد ارتفعت بشكل طفيف وذلك بسبب غلاء الغذاء، حيث بلغ سعر القنطار الواحد للقمح 3 آلاف دينار، إضافة إلى ارتفاع تكاليف المتابعة الصحية للمواشي. وقد شددت ولاية وهران إجراءات ممارسة نشاط بيع المواشي تفاديا لانتشار الفوضى نتيجة النقاط العشوائية لبيع المواشي والتي انتشرت حتى في داخل الأحياء الحضرية، ما تسبب في تشويه المنظر العام والمخلفات من القاذورات والأوساخ، حيث أصدرت ولاية وهران قرارا بتخصيص 70 نقطة بيع منتشرة عبر تراب الولاية كما اشترطت على هؤلاء تقديم شهادة صحية للماشية، وتم تجنيد فرق متنقلة مشكلة من 32 بيطريا لمراقبة الأضاحي في نقاط البيع، وتم تخصيص 35 مذبحة بيطرية منتشرة في مختلف دوائر الولاية. من جانب آخر، شهدت مكاتب البريد في اليومين الماضيين اختناقا كبيرا بسبب الإقبال الكبير للمواطنين على سحب أموالهم من أجل اقتناء الأضاحي، حيث شهدت مختلف مكاتب البريد ضغطا كبيرا، وهو ما جعل بريد الجزائر بالولاية يعلن عن تمديد ساعات العمل في مكاتب البريد الكبرى اليوم الخميس إلى غاية المساء.