اتهم رئيس الوزراء الليبي علي زيدان مجموعة سياسية بالوقف وراء عملية اختطافه من طرف مسلحين لعدة ساعات أمس الخميس في تطور أثار إدانات دولية واسعة وعكس مدى هشاشة الأوضاع الأمنية في البلاد حيث شهدت مدينة بنغازي اليوم انفجار سيارة مفخخة أمام القنصلية السويدية بدون أن يسفر ذلك عن سقوط ضحايا. وقال زيدان في تصريحات صحفية بعد الإفراج عنه إثر خطفه لساعات عدة في العاصمة طرابلس "هذا الأمر وراءه مجموعة سياسية معينة تسعى للإطاحة بالحكومة وتستعمل كافة الأساليب". ورفض زيدان تسمية هذه المجموعة، وقال "المجموعة السياسية لا أريد أن أسميها، لكنها المجموعة السياسية الوحيدة التي تسعى للإطاحة بالحكومة بالقوة، وسأسميها في المؤتمر الوطني العام "برلمان" وسأتحدث عنها وسأسميها في الداخل، لا أريد أن أسميها الآن لأسباب لا أريد ذكرها". وردا على سؤال عما إذا كانت هذه المجموعة متطرفة، أجاب "لا أريد أن أعطيها هذا الوصف، المهم هي مجموعة من بداية المؤتمر وحتى اليوم لا هم لها سوى الإطاحة بالحكومة بأي صفة من الصفات". وردا على سؤال عما إذا كانت هذه المجموعة على علاقة بجماعة أنصار الشريعة الموالية لتنظيم القاعدة؟ قال " كلا، لا أعتقد ذلك. أنصار الشريعة ليست في البرلمان". وأوضح رئيس الوزراء الليبي أن مختطفيه اقتادوه إلى "مركز مكافحة الجريمة"، حيث تم التخاطب معه بطريقة سيئة. وقال "ساروا إلى مكان يسمى جهاز مكافحة الجريمة موجود فيه واحد اسمه عادل السيد وجاءني هذا الشخص أيضا وتكلم معي بلغة سيئة وبعد ذلك تداعت الأحداث إلى أن خرجت". وأضاف أنه "من خلال الكلام الذي قيل لي في اللقاء مع هؤلاء الأشخاص.. هناك كلام قاله لي بعض الأفرقاء السياسيين قبل ساعات، مساء أمس، هو نفس الكلام الذي سمعته من هؤلاء. لقد كلموني عن مبررات للاعتقال وهي نفسها التي قالها لي السيد الذي التقيته حول بعض المسائل". وقال زيدان إن مختطفيه تطرقوا معه أيضا إلى قضية القيادي في تنظيم القاعدة أبو أنس الليبي الذي اعتقلته قوات أميركية الأسبوع الماضي في طرابلس، في عملية قالت الحكومة الليبية إنها لم تكن على علم مسبق بها. وجدد زيدان نفيه أن يكون على علم مسبق بهذه العملية، مؤكدا أنه لو كان يعلم بها لأبلغ المعني بها مع أنه لا يعرفه. وبعد الإفراج عنه؛ وجه زيدان التحية لرئاسة الأركان العامة وضباط الجيش الوطني والشرطة وللأهالي على الجهود التي قاموا بها وأسهمت في إنهاء احتجازه، واعتبر أن الليبيين يحتاجون إلى الحكمة لا التصعيد للتعامل مع هذا الموقف. كما طمأن الأجانب والدبلوماسيين الموجودين بليبيا على الحالة الأمنية، وأكد أن الأجهزة الأمنية تقوم بعملها للحفاظ على أمن المواطنين والمقيمين على حد سواء.