- تقارير: الفصائل المسلحة المتناحرة تدفع ليبيا إلى الفوضى اعتقلت السلطات الليبية مسؤولا أمنيا يشتبه في تورطه بعملية اختطاف رئيس الحكومة علي زيدان. وقد اعتقلت لجنة مكافحة الجريمة عبد الحكيم البلعزي، المتحدث الرسمي باسمها، بسبب تصريحاته حول اعتقال زيدان قبل تحريره، التي أبلغ فيها أن الأخير جرى اعتقاله على خلفية عدة اتهامات وجهت إليه استنادا إلى مذكرة عبد الرؤوف المناعي صاحب الدعوى المرفوعة ضد زيدان. وكان البلعزي قد أبلغ وسائل الإعلام المحلية بأن زيدان تم اعتقاله على خلفية عدة اتهامات وجهت إليه استنادا إلى مذكرة المناعي. وقبل اعتقاله، أعلن البلعزي عن تعرضه لمحاولة فاشلة لاختطافه من جهة، قال إنها سيتم الإفصاح عنها لاحقا. وسبق لكل من غرفة عمليات ثوار ليبيا ولجنة مكافحة الجريمة أن أعلنتا رسميا مسؤوليتهما عن توقيف زيدان، لكنهما تراجعتا بعد ساعات من اختطافه في عملية غير اعتيادية تدل على مدى نفوذ العناصر المسلحة في ليبيا. ونشرت صحيفة "صنداي تايمز" تحليلًا بعنوان "الميليشيات المتناحرة تدفع ليبيا الى شفا الفوضى"، حذرت فيه من أن اختطاف رئيس الوزراء الليبي يثير مخاوف من انزلاق ليبيا إلى الفوضى. ويقول التحليل إنه في الأعوام الخمس والعشرين الماضية كان حسام البيشي يبيع سمك الزينة في متجره ولكنه كان يتاجر في المسدسات كعمل جانبي. والآن توقف البيشي عن بيع السمك ولا يبيع سوى السلاح. ويقول البيشي للصحيفة "الناس لا تريد سوى المسدسات"، بينما كان الرصاص يدوي في المتجر، حيث كان أحد الزبائن يجرب مسدسًا. ويوضح التحليل أن حاجة الليبيين للحماية وللسلاح ليست أمرًا مثيرًا للدهشة، فالبلد يشهد درجة كبيرة من الفوضى لم ينج حتى رئيس الوزراء من براثنها، حيث اختطف في ساعة متأخرة من الليل من فندق فاخر مشدد الحماية. ويضيف أنه بعد عامين من الإطاحة بالعقيد الليبي معمر القذافي في انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي، كان من المفترض أن تكون ليبيا قصة نجاح لهذا التدخل. وتقول إن ليبيا ذات الثروة النفطية الكبيرة والتي يقدر عدد سكانها ب 6.5 مليون نسمة ولا توجد بينهم انقسامات عرقية كما هو الحال في العراق وأفغانستان، ولكن ضعف الحكومة والمجتمع الدولي المنشغل بقضايا أخرى فشلا في تأسيس جهاز أمنى يحل محل الجهاز الأمنى للقذافي. وبدلاً من حل الميليشيات المسلحة التي أسهمت في إسقاط القذافي، سمحت السلطات الليبية بظهور المزيد من هذه الميليشيات التي يتكون بعضها من عناصر إجرامية ومن شباب يعاني البطالة ولا علاقة له بالربيع العربي. وتضيف لام أن اختطاف رئيس الوزراء الليبي علي زيدان دليل على مدى تدهور الوضع الأمني في البلاد وإلى سقوطها الوشيك في الفوضى. وكان علي زيدان، رئيس الحكومة الانتقالية الذي طالب غرفة ثوار ليبيا بتقديم إيضاحات حول دورها في عملية خطفه التي دامت نحو سبع ساعات، قد اتهم خاطفيه بأنهم جزء مما وصفه بمحاولة "انقلابية" من جانب خصومه بالمؤتمر الوطني العام، كما اتهمهم بالسعي لتقويض حكومته. وخطف مسلحون زيدان الذي تولى منصبه في نوفمبر الماضي من فندق يقيم به في طرابلس، ثم أفرجوا عنه بعد ساعات، في حادث يظهر مدى انزلاق ليبيا إلى فوضى بفعل الميليشيات المسلحة بعد عامين من سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011.