وزير الخارجية عبر عن تفهم الجزائر لموقف الرياض دعا وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن على طرح السؤال حول ما هي الأسباب التي دفعت بالمملكة العربية السعودية ، بالانسحاب من العضوية الغير دائمة في المجلس رغم نيلها مقعد ضمن العهدة المقبلة و التي تدوم سنتين. و قال العمامرة في الندوة الصحفية المشتركة التي عقدها أمس مع نظيره البوركينابي بمقر وزارة الخارجية بالعاصمة ، "أن الجزائر تتفهم و تحترم الموقف السعودي" الذي يمثل سابقة منذ إنشاء هيئة الأممالمتحدة و معها مجلس الأمن الدولي ، مؤكد أن تقاعسه في حل الكثير من القضايا هو الأمر الذي دفع بالسعودية إلى رفض العضوية الغير دائمة. و حول موضوع الأزمة في مالي و الإرهاب و الجريمة المنظمة في منطقة الساحل عموما ، قال وزير الخارجية البوركينابي جبريل باسولي أن منظمة دول غرب إفريقيا لا تمثل تنافسا مع مؤسسات الاتحاد الإفريقي ، بل هي تعتبر تكملة للجهود التي يبذلها الاتحاد و منظمة الأممالمتحدة في حل الأزمات في الساحل حيث يمتلك قدرة في التدخل ضمن الآجال السريعة و المعقولة ، و هو نفس الأمر الذي أكده لعمامرة من جانبه ، حيث اعتبر أن الجزائر تشجع من حيث المبدأ كل الحلول الإفريقية للأزمات التي تحصل في القارة السمراء ، لأنها توفر لدولها الاستقلالية في اتخاذ القرارات ، مع ضرورة التنسيق مع هيئة الأممالمتحدة التي تبقى على عاتقها مسؤولية إيجاد حلول للمشاكل و الاضطرابات ، مؤكدا أن تجمع دول غرب إفريقيا يدخل ضمن التقسيم العسكري للقارة ، حيث يوجد في كل منطقة تكتل للتدخل عند استدعاء الضرورة. و حول حل الأزمة السياسية في مالي اعتبر الوزير باسولي أن "اتفاق واغادوغو" يهدف إلى "وضع إطار واضح للحوار الذي يجب ان يكون شاملا بين جميع الأطراف المالية من أجل إيجاد حل جامع للأزمة التي تتخبط فيها بلادهم" ، مؤكدا على التكامل بين هذا الاتفاق و الاتفاقيات الأخرى التي حصلت لحل نفس الأزمة لاسيما تلك التي وقعت في الجزائر العاصمة و في تمنراست. و حول القضية البوركينابي بدا الوزير البوركينابي في موقف المحايد الذي لا يريد أن يميل إلى أي طرف ، عندما تحدث بلغة دبلوماسية حذرة مركزا على الحل الإفريقي للقضية ، و الذي "يجب أن يتم عبر مسار يشارك فيه الجميع نحو الحل الشامل ، مع احترام شرعية كل طرف من الطرفين المتنازعين" ، أي المغرب و جبهة البوليزاريو. و في رده على سؤال حول اتهام وزير السياحة المغربي للجزائر بكبح تطور الاتحاد المغاربي عبر إصرارها على غلق الحدود المشتركة ، قال وزير الخارجية الجزائري "ان اتجاه الجزائر نحو تحقيق الوحدة المغاربية و دفعها قدما هي أكبر من أي جدال هنا و هناك. و في قضية الوضع الأمني في الجانب التونسي للحدود المشتركة بين البلدين ، قال لعمامرة إن وزارة الدفاع الوطني تقوم بالواجب في هذه الموضوع على أكمل ما يجب من خلال تجنيدها إمكانيات معتبرة في حملتها ضد الجماعات الإرهابية و الجريمة المنظمة في المنطقة ، و هو ما يسير مع توجه الجزائر التي تريد أن تكون دولة "مصدرة للأمن و الاستقرار" إلى دول الجوار ، و حتى إلى باقي الدول التي لا تملك معها حدودا مشتركة. و في سؤال حول آخر المعلومات المتوفرة عن الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين في شمال مالي ، لم يعط لعمامرة تطمينات كما حصل في الندوة الصحفية السابقة ، مكتفيا بالتعبير عن المعاناة التي يسببها استمرار الخطف على عائلاتهم و زملائهم ، خصوصا في مناسبات مثل عيد الأضحى الذي مر من دونهم ، مؤكدا على الطابع الإنساني و المأساوي لقضيتهم مع حرص السلطات الجزائرية على ضمان سلامتهم و السعي لتحريرهم في أقرب وقت ممكن.