كشفت صحيفة "جابان بوست" اليابانية، أن طوكيو بصدد تعزيز تواجد استخباراتها في العديد من الدول الافريقية من بينها الجزائر، بسبب ما وصفتها بالتهديدات الأمنية المستجدة التي تواجه مصالحها في المنطقة، خصوصا بعد الاعتداء الذي تعرضت له منشأة استخراج الغاز في "تيڤنتورين" شهر جانفي الماضي، والذي أودى بحياة 10 عمال يابانيين. وأضافت الصحيفة أن السلطات اليابانية سترفع من تواجد الملحقين العسكريين في سفاراتها في القارة السمراء من 2 في الوقت الحالي الى 9، للوقوف عن قرب على التحديات الأمنية التي تواجه مصالح بلادهم، وهذه الدول هي الجزائر والمغرب وكينيا وإثيوبيا وجيبوتي ونيجيريا، إضافة إلى جنوب إفريقيا، حسب ما ورد في مشروع ميزانية النفقات الخاصة بالعام المقبل 2014. واعتبرت "جابان تايمز" أن الأساس الذي تم فيه زيادة التواجد الاستخباري بهذه الدول والتي منها الجزائر، هو وجود الكثير من الشركات اليابانية العاملة في العديد من المشاريع، والتي تخشى من تكرار سيناريو هجوم تيڤنتورين مما يهدد حياة عمالها وكذلك سير نشاطاتها، حيث سيتم تقديم تدريبات مكثفة للمترشحين لمنصب الملحق العسكري بهذه الدول، مع إعطائهم معلومات معمقة ومحدثة حول النشاطات الإرهابية الموجودة في إفريقيا، وطرق مواجهتها. وحول طبيعة عمل هؤلاء الملحقين، قالت إنهم يؤدون وظائف تختلف عن ما يقوم به باقي الدبلوماسيين، وهي تتمثل أساسا في تبادل المعلومات البالغة السرية حول الجانب العسكري وكذلك نشاطات الجماعات الإرهابية والوضع الأمني، بالاضافة إلى بناء علاقات قوية مع جيش وأمن الدولة التي يعملون بها، وهو ما يتطلب معرفة واسعة بالأمور الأمنية والعسكرية، وكذلك التمتع بقدرات لغوية كبيرة من أجل التواصل الفعال. هذه الخطة اليابانية الجديدة من أجل تعزيز تواجدها الاستخباري في الجزائر، تأتي ضمن الخطوات التي قامت بها طوكيو منذ الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له منشأة إنتاج الغاز في منطقة تيڤنتورين بعين أمناس شهر جانفي الماضي، والذي ألقى بظلاله على سياساتها الأمنية، نظرا لما يمثله من تحد كبير في منطقة الساحل والصحراء، التي تعتبر مصدرا مهما للموارد الطبيعية، خاصة الطاقوية منها التي لا يمكن أن تستغني عنها في نشاطاتها الاقتصادية. وكشف رئيس الوزراء الياباني "شينزوآبي" قبل شهور، أن بلاده والولاياتالمتحدةالأمريكية جمعتا 14 مليار دولار ستوجه إلى دول الساحل التي تعاني الكثير من المشاكل، خاصة في الجانب الأمني الذي تأثر سلبيا نتيجة انتشار المسلحين والأسلحة على نطاق واسع. وأضاف "آبي" في مؤتمر صحافي عقده على هامش ندوة طوكيو الدولية لتنمية إفريقيا "تيكاد"، أن بلاده ستساهم بمليار دولار في إطار حزمة مساعدات مشتركة مع الولاياتالمتحدة تقدر قيمتها ب14 مليار دولار، قائلا "إن اليابان ستساهم ب100 مليار ين، أي ما يعادل 1 مليار دولار كمساعدات لدول الساحل خلال 5 سنوات، تهدف إلى تدعيم التنمية والاستقرار في دول الساحل". ولم يحدد رئيس الوزراء الياباني الدول التي يستهدفها من خلال هذه المساعدات، لكنه أكد أن هذه الخطوة المشتركة مع واشنطن تأتي على خلفية الهجوم الدموي الذي تعرضت له منشأة تيڤنتورين، التي كان من بين ضحاياها يابانيون وأمريكيون. كما أنها تأتي استكمالا لمساعدات سابقة عقب الاعتداء مباشرة قدرت قيمتها ب120 مليون دولار. كما أعلن "آبي" عن أن خطة بلاده في دعم دول الساحل تتضمن أيضا تدريب 2000 عنصر في مجال مكافحة الإرهاب، مؤكدا أن المساعدات التي تقدمها حكومته تتماشى مع الجانب الإنساني، حيث تتضمن تعزيز الأنظمة الاجتماعية، خصوصا التغذية والصحة والتعليم، وهذا ما سيزيد من أمل التنمية الاقتصادية لدى شعوب المنطقة مما سيقود إلى الاستقرار. كما لم يفوت "شينزو آبي" الفرصة للعودة إلى هجوم تيغنتورين الذي كان من بين ضحاياه عمال يابانيون قائلا "في شهر جانفي الماضي، حصلت حادثة الاختطاف في الجزائر التي سببت صدمة هائلة للشعب الياباني".