دعا الأمين العام للمركزية النقابية، عبد المجيد سيدي السعيد، عمال مركب أرسيلور ميتال بعنابة، لوقف الإضراب واستئناف العمل امتثالا للحكم القضائي الصادر منذ يومين عن القسم الاستعجالي لمحكمة الحجار، وبرر سيدي السعيد موقفه بما وصفه ''تغليب المصالح العامة علي المصلحة الشخصية والحفاظ على مصداقية دولة القانون وجهاز القضاء''. فيما استغرب إسماعيل قوادرية هذه ''الخرجة'' في أوج النزاع مع الشريك الأجنبي مؤكدا أن هذه الدعوة ستكون محل نقاش ومشاورة مع المضربين خلال الجمعية العامة العمالية التي ستعقد اليوم داخل المركب. وكانت الأمانة العامة للنقابة قد تلقت مساء أمس بيانا وقعة محمد الطيب حمارنية، الأمين الولائي لاتحاد العمال الجزائريين الذي يشغل في نفس الوقت منصب أمين وطني مكلفا بالعلاقات الخارجية في المركزية النقابية جاء فيه أن '' الأمانة الولائية للاتحاد وبتعليمات مباشرة من الأمين العام للمركزية النقابية تدعوكافة عمال مركب الحجار لوضع حد للحركة الاحتجاجية والالتحاق بمناصب عملهم تنفيذا لمضمون الحكم القضائي الصادر عن محكمة الحجار ..''. وأشار البيان الذي لم يوضح موقف القيادة النقابية من مصير أرضية المطالب المهنية والاجتماعية التي ترفعها نقابة مصنع الحجار للحديد والصلب في ظل استمرار رفضها من قبل الإدارة أنه ''بعودتكم الفورية لمناصب عملكم تكونون قد وضعتم المصلحة العليا للبلاد باحترامكم لقرارات العدالة السيدة في إصدار أحكامها القضائية ومواصلة النضال في ظل سبل التفاوض المتاحة..''. وذكر الأمين العام لنقابة المؤسسة ،اسماعيل قوادرية، أن تنظيمه استأنف لدى مجلس قضاء عنابة في الحكم الذي أصدره قاضي الاستعجال بمحكمة الحجار، مؤكدا أن العمال ملتزمون بمواصلة الإضراب إلى غاية استجابة المديرية العامة للمركب لجميع المطالب المرفوعة، والالتزام بتنفيذ قرارات الثلاثية واتفاقية القطاع المعلن عنها من طرف الفيدرالية الوطنية لعمال التعدين والميكانيك والكهرباء والمتعلقة بالزيادة في الأجور وتحسين ظروف العمل وإقرار امتيازات الإحالة على التقاعد. وشدد قوادرية على أن ''دعوة القيادة النقابية لاستئناف العمل لم يهضمها المضربون الذين اعتبروها تنصلا من قضية عمال الحجار، وإلى حد الآن نحن نرفض هذه ''الخرجة'' حتى وإن كلفنا الأمر تقديم استقالات جماعية من نقابة الاتحاد العام للعمال الجزائريين''. واستطرد المتحدث في لقاء مع ''البلاد'' أن الفيدرالية الوطنية لعمال التعدين والميكانيك والكهرباء التي تضم تحت لوائها أكثر من 120 ألف عامل جددت تضامنها المطلق مع نقابة الحجار وهددت حتى بتصعيد الوضع في سبيل الدفع بقضيتنا نحو التسوية. وأشار قوادرية إلى أن دعوة وقف الإضراب ستكون محل نقاش ومشاورة مع المضربين خلال الجمعية العامة العمالية التي ستعقد اليوم داخل المركب وسنلتزم بما تقرره الأغلبية في هذا الشأن. إلى ذلك انتهى اجتماع مجلس الإدارة الذي يضم ممثلين عن الشريك الهندي الذي يمتلك 70 بالمائة من أصول مركب الحجار ونظرائهم من مجمع سيدار الذي يحوز 30 بالمائة من أسهم المؤسسة بالدعوة لاستئناف المفاوضات مع الشريك الاجتماعي للوصول إلى أرضية توافق. وهو ما حصل في ساعة متأخرة من مساء أمس حيث انطلقت جولة جديدة من المحادثات. وعلمت ''البلاد'' في هذا الإطار أن المديرية العامة لمجمع أرسيلور ميتال بلكسمبورغ قد حددت مهلة 24 ساعة لمدير مركب الحجار، فانسون لوغويك، لحل النزاع مع النقابة قبل اتخاذ إجراءات قد تصل إلى إقالته حسب مصادر من إدارة المركب.