المرزوقي يقول إن نواة الإرهاب هي الفقر والحرمان والتحريض المتطرف أعلنت الرئاسة التونسية أمس، تمديد حالة الطوارئ السارية في تونس منذ ثورة 14 جانفي 2011، إلى نهاية جوان 2014، وسط تصاعد أعمال عنف تنسب لمتطرفين إسلاميين في البلاد. ويذكر أنها المرة الأولى التي يتم فيها تمديد حالة الطوارئ التي تمنح صلاحيات واسعة لقوات الجيش والشرطة بثمانية أشهر فقط، في حين كانت تمدد منذ عام ونصف بشهر أو ثلاثة أشهر. ويجيز القانون التونسي "إعلان حالة الطوارئ بكامل تراب الجمهورية أو ببعضه إما في حالة خطر داهم ناتج عن نيل خطير من النظام العام، وإما في حال حصول أحداث تكتسي بخطورتها صبغة كارثة عامة". وتمنح حالة الطوارئ الوالي صلاحيات استثنائية واسعة، مثل فرض حظر تجول الأشخاص والعربات ومنع الإضرابات العمالية. كما تعطي وزير الداخلية صلاحية "وضع الأشخاص تحت الإقامة الجبرية، وتحجير الاجتماعات وحظر التجول، والتفتيش ليلا ونهارا، ومراقبة الصحافة والمنشورات والبث الإذاعي والعروض السينمائية والمسرحية، دون وجوب الحصول على إذن مسبق من القضاء". وتزامن تمديد حالة الطوارئ مع فشل الأحزاب المشاركة في الحوار في التوافق على اسم رئيس الحكومة الجديدة. وكان يفترض أن ينتهي التفاوض بشأن الشخصية الوطنية التي ستقود الحكومة المقبلة منذ يومين بحسب الآجال التي حددتها خارطة الطريق لرباعي الوساطة، لكن الخلافات بشأن الاختيار دفعت إلى التمديد في آجال المفاوضات. ولم تتمكن الأحزاب المشاركة من الحسم بين مرشح حركة النهضة الوزير السابق والمعارض للرئيس الحبيب بورقيبة ومؤسس "حركة الديمقراطيين الاشتراكيين" أحمد المَستيري, وبين محمد الناصر الوزير السابق في حكومة الباجي قايد السبسي والذي تدعمه "الجبهة الشعبية" وأحزاب معارضة أخرى. وقال اتحاد الشغل الذي يعد أبرز الوسطاء باللجنة الرباعية على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إنه "تم الاتفاق على إعطاء فرصة ب36 ساعة لمزيد التشاور والتوافق إما حول إحدى الشخصيتين أو البحث عن غيرهما". وأضاف البيان أنه "تم الاتفاق كذلك على أن هذا التأخير لا يجب أن يمس رزنامة خارطة الطريق، موضحا أن منتصف نهار يوم الغد سيكون الموعد النهائي للإعلان عن التوافق على رئيس الحكومة". من ناحية أخرى، جدد الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي تشبثه بموقفه حول ضرورة إطلاق سراح الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، معتبرا في الآن ذاته أن هذه المسألة تعتبر تونسية مصرية. وأشار المرزوقي، في حوار مع جريدة "الوطن" القطرية نشرته أمس، بالتعاون مع وكالة الأنباء الألمانية، إلى ملف الإرهاب الذي يلقي بظلاله القاتمة على المشهد الوطني التونسي وقراءته لخبر التفجير الانتحاري الذي جد مؤخرا في مدينة سوسة. وقال المرزوقي "عندما أتذكر هذا الشاب الذي لا يتجاوز عمره الثمانية عشر عاما، أتساءل ما هو الطريق الذي أدى به إلى هذا الموت البشع، وهو يعتقد أنه يدافع عن قضايا نبيلة، أو قضايا إنسانية، فما الذي وقع حتى نصل إلى هذا الموت والذي أعتبر أنه موتا عبثيا، والذي بطبيعة الحال يخلف كثيرا من المآسي مأساة عائلة ومأساة أمه".