نقلت صحيفة "وورلد تريبيون" الأمريكية عن الناطق الرسمي باسم قيادة القوات الأمريكية في إفريقيا المعروفة باسم "أفريكوم" ثنائها على ما وصفته بالدور الكبير الذي لعبته الدول المجاورة لمالي في حل الأزمة التي حصلت في هذا البلد، بعد سيطرة جماعات مسلحة على مناطقه الساحلية. ونقلت الصحيفة عن الجنرال "دايفيد رودريغيز" قوله "إن تقدما كبيرا حصل في الحملة التي تقوم بها دول المنطقة ضد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وشبكاته المنتشرة في منطقة شمال إفريقيا"، مشيرا إلى أن "أفريكوم" قدمت دعما كبيرا لهذه الدول من أجل تسريع عودة الأمن والاستقرار إلى المنطقة. وحول طبيعة المساعدات التي قدمتها قيادة القوات في إفريقيا، قال رودرغيز "إنها تتمثل في تدعيم القدرات الدفاعية للدول الافريقية، من أجل تأهيليها لحل مشاكلها بنفسها، دون الاستعانة بالأطراف الخارجية"، مضيفا "نحن نعمل بجهد كبير في سبيل تفعيل القدرات الدفاعية لجيوش هذه الدول" . وكشفت "وورلد تريبيون" عن مساعي حثيثة تبذلها "أفريكوم" من أجل إقامة قواعد دائمة في منطقة الساحل والصحراء الكبرى، لكن بعض الأطراف التي لم تكشفها تعارض هذه الفكرة، مما يترك للولايات المتحدة حلا يتمثل في إقامة وحدات صغيرة من دون أن ترقى إلى أن تكون قواعد عسكرية مركزية. ويعيد موضوع البحث الأمريكي في إقامة قواعد دائمة في منطقة الساحل تحديدا الجدل حول الدور المفترض لهذه القاعدة، خصوصا وأن العديد من دول القارة في مناطق أخرى طلبت استضافة هذه القوات، لكن واشنطن آثرت رغم ذلك إبقائها في ألمانيا، في خطوة اعتبرها المراقبون تبحث عن دول بعينها، ومنها الجزائر التي سبق وأن أثنى نائب قائد "أفريكوم" الجنرال "أونتوني هولمز" على ما وصفه بالدور المحوري الذي تلعبه في المنطقة، مؤكدا أن أمريكا تكن لها احتراما هائلا، ونظرة إعجاب كبيرة إزاءها، على اعتبار أنها بلد مهم وشاسع ومؤثر. وأضاف "هولمز"، "رغم أنه لا تجمعه بأمريكا تاريخيا علاقة وثيقة، غير أنها الآن على ما يرام ومحايدة"، مشيرا في هذا الصدد إلى أنه في القرن الحادي والعشرين توجد لدى الولاياتالمتحدةوالجزائر مصالح كثيرة مشتركة أمنية محايدة، وهو ما كان محور نقاش بين البلدين، بهدف تبادل الآراء والاستماع إلى انشغالات الجزائريين وأولوياتهم". وفي الشأن ذاته، أوضح المتحدث أن هناك موضوعا يشكّل أولوية قصوى لدى الجزائروالولاياتالمتحدة، وهو موضوع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، على اعتبار أن الكثير من عناصره جزائريون، حيث تمت مناقشة الحل ومسألة العمل مع بعض كبداية للعلاقة بين البلدين.