أكد نائب قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا للشؤون المدنية المعروفة ب ''أفريكوم'' أنتوني هولمز أن الجزائر بلد مؤثر في القارة الإفريقية وتنظر واشنطن إليه بإعجاب كبير، مشيرا إلى أنه للبلدين الكثير من المصالح الأمنية المشتركة. وبيّن هولمز في حديث ليومية الشرق الأوسط السعودية أن ما حققته ''الأفريكوم'' لغاية اليوم هو ''أننا عبدنا الطريق من أجل العمل على الارتباط بيننا وبين القوات المسلحة عبر القارة الأفريقية، وجعلها تعرف طبيعة ''أفريكوم''، أي ما لها وما عليها، والتأكد من أنها فهمت ما هو دورها في سياق السياسة الحكومية للولايات المتحدة، بمعنى أن الجانب العسكري هو جزء من السياسة الأميركية إزاء أفريقيا، إذ هناك الجانب الدبلوماسي، وجانب التنمية والمساعدات الإنسانية''، مضيفا أن هذه القاعدة مسؤولة فقط عن الجانب العسكري، ولكنها تدعم مجمل السياسة الأميركية المتبعة إزاء أفريقيا. ونفى هولمز أن تكون كل الدول الإفريقية قد مانعت إقامة الأفريكوم بأراضيها، حيث أردف بالقول ''في الواقع، عبرت دول إفريقية كثيرة عن رغبتها في استضافة أفريكوم، بيد أننا اتخذنا قرارا بالبقاء في ألمانيا إلى أجل غير مسمى، وبالنسبة لنا، هذا الموضوع غير مطروح الآن، ولكن للأسف أصبح محور الكثير من الجدل، إنه خطأنا، لأننا ناقشنا شيئا نحن لسنا في حاجة إليه''، رافضا في هذا الإطار تسمية الدول التي رحبت باستفاضة القاعدة الأمريكية العسكرية، إلا أنه فند أن تكون بلاده قد طلبت إقامة هذه القاعدة في المغرب، نظرا لأن بلاده ترى أنه ''من العار انسحاب المغرب من الاتحاد الأفريقي، لأننا في الحقيقة يوجد من بين أهدافنا تعاون أمني كبير بين المغرب وسائر دول القارة''. ولدى تطرقه إلى الزيارة التي قام بها قائد ''الأفريكوم'' وليام وارد إلى منطقة المغرب العربي، قال هولمز إن زيارته إلى الرباط هي استمرار للزيارات الروتينية بالنظر إلى قدم التعاون العسكري بين الطرفين، ليزيد بالقول ''بالنسبة للجزائر لدينا احترام هائل لها، ونظرة إعجاب كبيرة إزاءها، إنها بلد مهم، وشاسع ومؤثر، وتاريخيا لم تكن لدينا علاقة وثيقة، وهي الآن على ما يرام ومحايدة''. وأضاف ''أعتقد أنه في القرن الحادي والعشرين توجد لدى الولاياتالمتحدةوالجزائر مصالح كثيرة مشتركة أمنية محايدة، وهذا كان جزءا من النقاش بيننا، وذلك بهدف تبادل الآراء والاستماع إلى انشغالات الجزائريين وأولوياتهم، وثمة موضوع يشكل أولوية قصوى لدى الجزائر، وأولوية قصوى أيضا بالنسبة للولايات المتحدة، هو موضوع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، فكثير من أعضائه جزائريون، ويتحركون عبر الحدود مع موريتانيا ومالي والنيجر، وحتى ليبيا، وبالتالي ناقشنا هذه المشكلة، وناقشنا الحل، كما ناقشنا مسألة العمل مع بعض حتى نتأكد من أن علاقاتنا مترابطة، وأن هناك تواصلا بيننا، وعلى العموم هذه مجرد بداية في علاقاتنا''. وبخصوص لجوء ما يسمى ب'' تنظيم قاعدة المغرب'' إلى اختطاف الرعايا الأجانب للحصول على فدى مقابل الإفراج عنهم، قال المسؤول الأمريكي ''بكل تأكيد نعمل على أن نعزل هذه المجموعات، وحرمانها من التمويل المالي، إننا ندين عمليات الاختطاف''، إلا أنه رفض التعليق عن موقف الهيأة التي ينتمي إليها من تقديم الفدى، حيث أردف في هذا الإطار بالقول ''بخصوص سياسة أفريكوم إزاء تقديم الفديات، أود أن أقول لك إنني لست خبيرا في السياسة الأميركية المتعلقة بذلك''. وزاد ''إننا نأمل في أن تكون هناك مجهودات دولية وإقليمية لمنع عمليات الاختطاف والقضاء على الخلايا الإرهابية في وسط الساحل والصحراء، فاختطاف الناس، وقتل جنود ماليين، والقيام باعتداءات في موريتانيا، واغتيال مواطن أميركي فيها أيضا، كلها أشياء تشكل انشغالات حقيقية بالنسبة لنا''.